في 23 مايو 2003، شهدت الساحة الكروية المصرية لحظة تاريخية غيرت مسار بطولة الدوري الممتاز، حينما احتشدت جماهير الأهلي في ملعب المقاولون العرب، متوقعة الاحتفال باللقب. لكن الفريق البترولي لإنبي، الذي كان قد صعد حديثًا للدوري، أحدث انقلابًا كبيرًا بفوزه على الأهلي بهدف وحيد سجله سيد عبد النعيم، مما أهدى اللقب إلى الزمالك في نهاية الدوري. كان ذلك الفوز المفاجئ بمثابة صدمة للجماهير الحمراء، الذين كانوا يعتقدون أن الظروف كلها تفوق لصالح فريقهم، بينما كان الزمالك يحقق فوزه الخاص على الإسماعيلي في الوقت نفسه، ليتوج بلقب الدوري في سيناريو درامي لم يتخيله أحد.
إنبي يهدي الدوري للزمالك بهدف سيد عبد النعيم
شكل ذلك اليوم منعطفًا لافتًا في تاريخ الكرة المصرية، حيث سيطر الفريق الأحمر على المباراة أمام إنبي، لكن هدف سيد عبد النعيم في شباك عصام الحضري كان كفيلًا بتغيير كل شيء. كان ذلك الهدف الوحيد في المباراة هو الذي حرمه الأهلي من البطولة، وأهدى الزمالك لقبه الـ14 في الدوري المصري. روى حازم إمام، نجم الزمالك السابق، كيف كان الجميع متشككًا في الفوز، قائلًا إنه كان يتابع المباراة عبر راديو هاتفه المحمول أثناء مشاهدة مباراة الزمالك أمام الإسماعيلي. “كنت مرعوبًا، فالأهلي يمكنه تسجيل هدفين في الدقيقة الأخيرة”، كما قال، مشيدًا بجماهير الزمالك التي واجهت ظروفًا صعبة مثل الحرارة الشديدة لتساند الفريق. هذا اليوم لم يكن مجرد مباراة، بل درسًا في التنافسية، حيث تحول هدف واحد إلى لحظة تاريخية أثرت على مسيرة أكبر الأندية.
فوز الزمالك باللقب التاريخي
يظل هذا الفوز جزءًا من إرث الزمالك الغني بالبطولات، فقد حقق الفريق خلال تاريخه أكثر من 81 لقبًا محليًا وقاريًا وإقليميًا. على المستوى المحلي، فاز الزمالك بالدوري المصري الممتاز 14 مرة، وكأس مصر 28 مرة، بالإضافة إلى لقب كأس السوبر المصري أربع مرات. كما يمتد تاريخه ليشمل أول فوز مصري بكأس السلطان حسين. وعلى الساحة القارية، برز الزمالك كقوة أفريقية، حيث فاز بدوري أبطال أفريقيا خمس مرات، واحتفظ بكأس أحمد سيكو توري بعد فوزه الثالث في 1993، ليصبح أول فريق مصري يحقق ذلك. كذلك، حقق خمسة ألقاب في كأس السوبر الأفريقي، وأضاف لقبًا واحدًا في كأس الكؤوس الأفريقية، واثنين في كأس الكونفدرالية. عربيًا، فاز بكأس الأندية العربية مرة واحدة، وكأس الاستقلال مرتين، وكأس السوبر المصري السعودي مرتين، إلى جانب فوزين بكأس الأفروآسيوية، حيث يحمل الرقم القياسي فيها. هذه الإنجازات تجعل الزمالك من أبرز الأندية في العالم العربي، خاصة في ظل التنافس الشديد مع الأهلي. ذلك اليوم في 23 مايو 2003 لم يكن نهاية موسم عادية، بل كان تتويجًا حمل طابعًا دراميًا، يذكر الجميع بأن الكرة دائمًا ما تختار مفاجآتها الخاصة. في النهاية، يبقى هذا الحدث درسًا في الصمود والمفاجآت، حيث أدى هدف سيد عبد النعيم إلى تغيير مجرى التاريخ، مما يعزز من سمعة الزمالك كفريق لا يقهر في أوقات الحسم.
تعليقات