تراجع أسعار النفط مع تزعم الدولار الأمريكي ومخاوف زيادة إنتاج أوبك+

تراجع أسعار النفط

انخفضت أسعار النفط الخام اليوم الجمعة، مدفوعة بتأثير قوة الدولار الأمريكي المتصاعد وتوقعات السوق بزيادة الإنتاج من قبل مجموعة أوبك+، التي تشمل منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفاءها. هذا الانخفاض يعكس الضغوط الاقتصادية العالمية، حيث أصبح الدولار أكثر جذباً للمستثمرين بسبب سياسات الولايات المتحدة، مما يقلل من جاذبية السلع الآجلة مثل النفط. في التفاصيل، بلغ سعر عقود خام برنت 64.07 دولار للبرميل بعد تراجع بلغ 37 سنتاً، بينما هبط سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 60.81 دولار بعد انخفاض قدره 39 سنتاً. هذه التغييرات أسفرت عن خسائر أسبوعية تصل إلى 2% لخام برنت و2.7% لخام غرب تكساس، مما يعكس حالة من عدم اليقين في الأسواق الدولية.

يُلاحظ أن السوق يترقب بيانات من شركة بيكر هيوز العالمية حول منصات النفط والغاز الأمريكية، والتي تعتبر مؤشراً مهماً لمستقبل الإمدادات. هذه البيانات قد تؤثر على توقعات الإمدادات، خاصة مع الارتفاع المفاجئ في مخزونات النفط الأمريكية، الذي وصل إلى مستويات تذكر بالفترات الصعبة خلال جائحة كوفيد-19. كما ساهم ارتفاع الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية، مدعوماً بإقرار مشروع قانون لخفض الضرائب والإنفاق في الولايات المتحدة، في دفع أسعار النفط للهبوط. عادة، يتحرك سعر النفط بشكل عكسي مع الدولار، حيث يجعل ارتفاع العملة الأمريكية النفط أقل جاذبية للمشترين الدوليين.

انخفاض أسعار الخام

يستمر انخفاض أسعار الخام في الإثراء للعديد من القطاعات الاقتصادية، حيث أدت تقارير إلى الحديث عن دراسة أوبك+ لزيادة كبيرة في الإنتاج خلال اجتماعها المقرر في يونيو المقبل. هذه التقارير زادت من مخاوف السوق حول زيادة الإمدادات، مما قد يؤدي إلى تعزيز الضغوط الهبوطية على الأسعار. في الولايات المتحدة، شهدت مخزونات النفط زيادة كبيرة في الطلب على التخزين خلال الأسابيع الأخيرة، مستوحاة من الظروف السابقة أثناء الجائحة، وهذا يعني أن العرض قد يفوق الطلب في المستقبل القريب. المتداولون الآن يستعدون لتدفق هائل من الإمدادات الإضافية من أوبك+ في الأشهر المقبلة، مما قد يؤثر على التوازن العالمي للسوق.

من جانب آخر، يرتبط هذا الانخفاض بتغيرات في السياسات الاقتصادية العالمية، حيث أصبح الاستثمار في النفط أقل جاذبية مع تزايد الاهتمام بالطاقة المتجددة والانتقال إلى اقتصاد أخضر. هذا التحول يجعل الأسواق أكثر حساسية لأي تغييرات في الإمداد أو الطلب، خاصة مع التقلبات الجيوسياسية التي قد تؤثر على مسارات الشحن والإنتاج. على سبيل المثال، أي زيادة في الإنتاج من قبل الدول المنتجة الكبرى مثل السعودية أو روسيا يمكن أن تزيد من الفائض، مما يعمق الانخفاض. كما أن الطلب العالمي على النفط يبدو مستقراً أو حتى متراجعاً في بعض المناطق بسبب الجهود للحد من الانبعاثات الكربونية، وهذا يعزز من الضغوط على الأسعار.

في الختام، يبقى سوق النفط عرضة للتقلبات بسبب عوامل متعددة، بما في ذلك الدولار القوي والتوقعات بزيادة الإنتاج، مما يدفع المتداولين لإعادة تقييم استراتيجياتهم. مع استمرار الترقب للبيانات الاقتصادية، من المتوقع أن تشهد الأسعار مزيداً من الانخفاض إذا لم تظهر علامات على تعافي الطلب أو استقرار الإمدادات. هذا الوضع يعكس التعقيدات في سوق الطاقة العالمية، حيث يلتقي الاقتصاد مع السياسة لتشكيل مستقبل أسعار النفط.