مايكروسوفت أصدرت تحذيرًا رسميًا بشأن برمجية خبيثة خطيرة تُعرف باسم Lumma، والتي تستهدف أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام ويندوز حول العالم. هذه البرمجية تتميز بقدرتها على سرقة كلمات المرور الحساسة والبيانات الشخصية، مما يعرض ملايين المستخدمين لمخاطر كبيرة. وفقًا لتقارير الشركة، فقد أثرت هذه البرمجية على آلاف الأجهزة، وتم اكتشاف إصابة أكثر من 390,000 جهاز خلال الفترة من مارس إلى مايو 2025، مع مساعدة من وكالات إنفاذ القانون في تحديد الضحايا ومصادرة البنية التحتية الخاصة بالهجمات.
برمجية خبيثة Lumma: التهديد الرقمي المتزايد
في الفترة الأخيرة، حددت وحدة الأمن السيبراني لدى مايكروسوفت هذا النوع من البرمجيات الخبيثة كتهديد رئيسي، حيث يعود ظهورها إلى عام 2022 وتطورت مع الوقت لتصبح أكثر تعقيدًا. Lumma تُباع عبر المنتديات السرية في الإنترنت المظلم، مما يجعلها سهلة الانتشار وصعبة الاكتشاف. تعتمد البرمجية عادة على تقنيات التصيد الإلكتروني، حيث يقوم المخترقون بإرسال رسائل مزيفة تتظاهر بأنها من مصادر موثوقة، مثل علامات تجارية كبيرة أو مواقع حجز الفنادق. هذا النهج يسمح لها باختراق الأجهزة وسرقة معلومات حساسة، بما في ذلك كلمات المرور، بيانات بطاقات الدفع، والمحافظ الرقمية للعملات الرقمية. وبفضل تطورها، أصبحت Lumma من أبرز الأدوات المستخدمة من قبل المجرمين الإلكترونيين، مما يعزز من خطورتها العالمية.
خطر البرمجيات الضارة في العصر الرقمي
مع انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير أدوات الهجمات الإلكترونية، يبرز خطر البرمجيات الضارة كعنصر أساسي في التهديدات السيبرانية. قامت مايكروسوفت بالتعاون مع الحكومة الأمريكية ووكالات مثل يوروبول لمصادرة أكثر من 2,300 نطاق إلكتروني استخدمته Lumma، مما أدى إلى تعطيل جزء كبير من البنية التحتية الخاصة بها. هذا التعاون يؤكد على أن التهديد لم يعد مقتصرًا على الأفراد، بل يطال الكيانات الحساسة مثل الشركات والحكومات. وفي هذا السياق، تقترح مايكروسوفت على المستخدمين اتخاذ إجراءات وقائية فورية، مثل تفعيل المصادقة الثنائية لجميع الحسابات الإلكترونية، وتجنب فتح الروابط أو المرفقات من مصادر مشبوهة. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بالتحديث المنتظم لبرامج الحماية واستخدام برمجيات مضادة للفيروسات للحد من انتشار هذه التهديدات. في ظل تزايد الهجمات الإلكترونية، يجب على جميع المستخدمين زيادة الوعي بالمخاطر الرقمية، حيث أصبحت حماية البيانات الشخصية مسألة أمن قومي. ومع استمرار تطور التكنولوجيا، يتطلب الأمر جهودًا مستمرة من الشركات والحكومات لمواجهة هذه التحديات، مما يضمن بيئة رقمية أكثر أمانًا للجميع.
تعليقات