استشاري علاج طبيعي يكشف مخاطر العظام والعضلات للحجاج وينصح بإرشادات حاسمة

أكد الدكتور أحمد النهري، استشاري العلاج الطبيعي بالمركز القومي للبحوث، أن مشاكل العظام والعضلات تشكل تحديات صحية كبيرة أمام الحجاج، مما يؤثر على أدائهم للمناسك. يعاني العديد منهم من آلام في مفاصل الركبة والكاحل والحوض وأسفل الظهر، خاصة مع الجهود البدنية الشديدة التي يواجهونها. هذه المشكلات ليست مصادفة، بل ناتجة عن عوامل متعددة تتطلب الوعي والوقاية لضمان تجربة آمنة.

مشاكل العظام والعضلات لدى الحجاج

تشير تقديرات الخبراء إلى أن الحجاج يواجهون صعوبات في العظام والعضلات بسبب طبيعة الرحلة الروحية والجسدية. يُعد هذا النوع من المشكلات الشائعة بين الزوار، حيث يشكو الكثيرون من آلام حادة تجعل التنقل بين المشاهد المقدسة أمراً مرهقاً. وفقاً للدكتور النهري، فإن هذه الآلام تنبعث من المجهود غير المعتاد الذي يبذله الحجاج، مما يؤدي إلى إجهاد المفاصل والعضلات. على سبيل المثال، يسارع المشي على الأسطح الصلبة والصخرية إلى تعزيز الضغط على الكاحل والركبة، مما يولد ردود فعل سلبية على الحوض وأسفل الظهر. كما أن ضعف اللياقة البدنية المسبقة يفاقم الأمر، خاصة لدى الأفراد الذين لديهم حالات صحية مسبقة مثل خشونة المفاصل أو مرض السكري. هذه العوامل المتداخلة تجعل الحج تجربة جسدية صعبة، ولكن مع الوعي الصحيح، يمكن تقليل مخاطرها.

بالإضافة إلى ذلك، يبرز الدكتور النهري أهمية فهم الأسباب الرئيسية لهذه المشكلات لتجنبها. على سبيل المثال، يؤدي المجهود البدني المفاجئ دون إحماء مناسب إلى زيادة خطر الإصابة، حيث تتعرض العضلات للإجهاد بدون استعداد كافٍ. كذلك، الاحتكاك المباشر مع الأرضيات الصلدة يخلق قوى ارتدادية تؤثر على الهيكل العظمي بشكل كبير. وفي حالة عدم وجود لياقة بدنية جيدة، يصبح الجسم أكثر عرضة للتلف، مما يجعل الحالات المزمنة مثل أمراض المفاصل تتفاقم أكثر. هذه العناصر تجعل من الضروري أن يتخذ الحجاج خطوات وقائية مبكرة للحفاظ على صحتهم.

أسباب آلام العظام والعضلات

تأتي آلام العظام والعضلات لدى الحجاج من عوامل متعددة، وفقاً للتحليلات المتخصصة. أولى هذه الأسباب هي المجهود البدني الكبير الذي لا يتكرر في الحياة اليومية، حيث يقوم الحجاج بأنشطة مكثفة مثل المشي لمسافات طويلة دون تحضير مسبق، مما يسبب إجهاداً على المفاصل. كما أن الاحتكاك مع الأسطح الصلبة مثل الأرضيات الصخرية في المشاهد المقدسة يزيد من الضغط، مما يؤدي إلى آلام في الكاحل والركبة والحوض. بالإضافة إلى ذلك، يلعب ضعف اللياقة البدنية دوراً كبيراً، حيث يعاني الكثيرون من نقص التمارين المنتظمة، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابات. أما الحالات الصحية المسبقة، مثل خشونة المفاصل أو الإصابات السابقة، فإنها تكبر من هذه المشكلات، خاصة مع ظروف الحج الحارة والمجهدة. ومن المهم الإشارة إلى أن الفئات الأكبر سناً أو أولئك الذين يعانون من أمراض مثل السكري يواجهون آلاماً أشد، مما يتطلب تدابير خاصة.

في الختام، يقدم الدكتور النهري نصائح ذهبية للمساعدة في الوقاية، مع التركيز على شرب كميات كبيرة من الماء. يشكل الماء حوالي 70% من خلايا الجسم والعضلات، ويساعد في الحفاظ على عملياته الحيوية. في أيام عادية، يحتاج الجسم إلى 2.5 إلى 3 لترات يومياً، لكن أثناء الحج، يجب زيادة ذلك إلى 5 أو 6 لترات لمواجهة الجفاف والإجهاد. هذا النهج يحمي العضلات والمفاصل من الضرر ويعزز القدرة على أداء المناسك بسهولة أكبر. بالإضافة إلى شرب الماء، ينصح الدكتور بممارسة تمارين خفيفة قبل الرحلة لتعزيز اللياقة، وارتداء أحذية مريحة لتقليل الضغط على الأسطح الصلبة. من خلال اتباع هذه الإرشادات، يمكن للحجاج الاستمتاع برحلتهم دون الإصابة بمشكلات تؤثر على تجربتهم الروحية. إن التركيز على الصحة الجسدية يعزز التوازن بين الجوانب الروحية والعملية، مما يجعل الحج تجربة إيجابية للجميع. بشكل عام، تظل الوقاية أفضل وسيلة للتعامل مع تحديات العظام والعضلات، مع الاستفادة من النصائح المتخصصة لضمان رحلة آمنة وصحية.