خطيب الجمعة بالمسجد النبوي: السعودية مختارة من الله كمهد للوحي وقبلة للمسلمين بفضل تميزها في خدمة الدين

خطيب الجمعة في المسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان، أكد في حديثه على أن الله تعالى اختار المملكة العربية السعودية كأرض مباركة تمثل مهد الوحي وقبلة المسلمين، مستندًا إلى دورها التاريخي في خدمة المقدسات الإسلامية. هذا الاختيار يعكس الثقة الإلهية في قدرتها على تأمين الأماكن المقدسة للطائفين والمعمورين، مع الحرص على تسهيل الوصول للمصلين الذين يؤدون ركعاتهم وسجودهم بهدوء وسكينة. الشيخ شدد على أن المملكة لم تخذل هذه الثقة، بل قامت بأداء مسؤولياتها بأعلى درجات الكفاءة والاحترافية، مما يعزز من مكانتها كحارس أمين للتراث الإسلامي.

السعودية كمهد الوحي وقبلة المسلمين

في سياق خطبته، حث الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان المصلين والزوار على الاستعداد الروحي لشهر رمضان المبارك، الذي يُعد شهرًا حرامًا، وهم في بلد حرام يقتربون من ركن أساسي من أركان الإسلام، وهو فريضة الحج إلى بيت الله الحرام. أوضح أن الاستعداد الحقيقي يتطلب تعلم أحكام الحج بشكل دقيق، معتبرًا ذلك جزءًا لا يتجزأ من أداء النسك نفسه، بل شرطًا أساسيًا لصحته واستيفائه. ودعا إلى الرجوع إلى العلماء الموثوقين والجهات الرسمية للحصول على المعلومات الصحيحة، لضمان أن يؤدي الحجاج مناسكهم وفق الشرع الإسلامي، بعيدًا عن أي أخطاء قد تؤثر على قبول العبادة.

المملكة العربية السعودية كحارسة للأماكن المقدسة

وفي كلمته الموجهة إلى زوار المسجد النبوي والحجاج، رحب الشيخ بالقادمين من مختلف البقاع، مشددًا على أهمية الشعور بقدسية المكان، حيث يُعد المسجد النبوي أحب الأماكن إلى الله بعد مكة المكرمة. نصح الحجاج باحترام هذه البركة من خلال الالتزام بالآداب الشرعية، مثل الحفاظ على الهدوء والسكينة والوقار أثناء الطواف والعبادة. كما أوصى باتباع تعليمات الجهات المنظمة المسؤولة عن الخدمات والترتيبات، لضمان سلاسة العملية وسلامة الجميع. وأكد أن الله تعالى أكرم الزوار بفرصة أداء الحج، بعد بذل الجهود والتضحيات، فهنيئًا لمن نوى بإخلاص وسعى لإتمام النسك. غير أنه حذر من تجنب أي أفعال غير مرغوبة، مثل الرخام أو الفسوق أو الجدال، الذي قد يفسد الثواب ويؤثر على نقاء النية.

بالإضافة إلى ذلك، يُعد هذا الخطاب تذكيرًا بالقيمة الروحية للأماكن المقدسة في تعزيز الوحدة الإسلامية، حيث تعمل المملكة على خلق بيئة آمنة ومريحة للملايين من المسلمين الذين يزورونها سنويًا. هذا الدور يمتد إلى دعم الجهود في نشر الوعي الديني، من خلال التعليم والإرشاد، ليكون الحج تجربة تعليمية وروحية شاملة. في الختام، يظل التركيز على أهمية الإخلاص في العبادة، حيث يُذكر المسلمون بأن الله يقبل الأعمال الصالحة التي تؤدى بصدق واتباع للشرع، مما يعزز الروابط الاجتماعية والدينية بين الأمة الإسلامية. هذا النهج يعكس التزام المملكة بتعزيز قيم السلام والتسامح، مستلهمة من تعاليم الإسلام الأصيلة. ومع استمرار الجهود في خدمة الحجاج، تظل السعودية رمزًا للاستقرار والتقدم في عالم الإسلام.