أدت عملية إطلاق نار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، إلى وقوع حادثة خطيرة هددت بقلب الأمور دبلوماسيًا ضد إسرائيل. كان الوفد الدبلوماسي الدولي، الذي يتكون من 25 سفيرًا ودبلوماسيًا من 31 دولة مثل إيطاليا وكندا ومصر والأردن وبريطانيا، يقوم بزيارة ميدانية منظمة من قبل مكتب وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية. هدف الزيارة كان التعرف على الوضع الإنساني والدمار الناتج عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة، دون أن تحدث إصابات بشرية.
حادثة إطلاق النار الدبلوماسية
أكدت تقارير إعلامية أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا أكثر من 10 رصاصات في الهواء تجاه الوفد الدبلوماسي دون إصدار تحذير سابق، رغم عدم وجود أي تهديد من جانب الزوار. وفقًا لمصادر مطلعة، كانت القوات العسكرية على علم مسبق بوجود الوفد، لكن الإجراء لم يتبع الإرشادات القياسية التي تتطلب تحذيرًا لفظيًا قبل اللجوء إلى القوة. في البداية، وصفت إسرائيل الحادث بأنه إطلاق نار تحذيري بسبب تجاوز الوفد للمسار المنسق، مما أدى إلى اندلاع غضب دولي واسع. ومع ذلك، أكد شهود عيان وأعضاء الوفد أن المجموعة، التي تضم نحو 30 شخصًا بما في ذلك ممثلي السلطة الفلسطينية وصحفيين، لم تدخل مناطق محظورة، وبقيت قرب بوابة خارج المخيم لفترة قصيرة فقط قبل سماع الطلقات.
واقعة الخطر الدبلوماسي
أثار الحادث غضبًا دوليًا شديدًا، حيث استدعت فرنسا وإيطاليا السفير الإسرائيلي لتقديم توضيحات فورية. كما طالبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بتحقيق عاجل، مؤكدة أن تهديد حياة الدبلوماسيين يتعارض مع اتفاقية فيينا الخاصة بحماية البعثات الدبلوماسية. انضمت دول أوروبية أخرى مثل البرتغال والنمسا وفنلندا وهولندا وإيرلندا إلى الإدانة، واصفة الحادث بأنه “غير مقبول”، مع مطالبة إسرائيل بالتزامها بالقانون الدولي والمساءلة. في السياق المحلي، أعلنت إسرائيل عن فتح تحقيق فوري من قبل قائد فرقة الضفة الغربية، لكن روايات الدبلوماسيين نفت مزاعم تجاوز المسار المنسق، مشيرة إلى أن الطلقات جاءت فجأة دون سابق إنذار.
في ظل التوترات المستمرة في جنين، حيث أسفرت العمليات العسكرية عن دمار واسع ونزوح جماعي، تعتبر هذه الحادثة اختبارًا لسياسة إسرائيل تجاه الوفود الدولية. أكدت تقارير إعلامية أن المخيم تحول إلى “مدينة أشباح” بسبب الغارات، مما يعزز من الضغوط الدبلوماسية. الآن، مع استمرار الغضب الدولي، قد تتفاقم الأزمة بين إسرائيل وأوروبا والدول العربية، مفتحة الباب أمام مواجهات أكبر في الأيام المقبلة. هذه الواقعة ليست مجرد حادث عابر، بل تمثل تحديًا للعلاقات الدولية وسط الصراعات المستمرة في المنطقة.
تعليقات