وزارة الثقافة تطلق منحًا بحثية في الدورة الأولى لبرنامج الأولويات

أطلقت وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية برنامجًا للمنح البحثية الثقافية، الذي يشمل ستة مجالات رئيسية، ويهدف إلى تعزيز الجهود العلمية في القطاع الثقافي. هذا البرنامج يدعم الأولويات البحثية التي حددتها الوزارة، مثل الثقافة ومحيطها، والتواصل الثقافي، والتنوع مع الشمول، والاستدامة وجودة الحياة، بالإضافة إلى السياسات والتنظيمات الثقافية. من خلال هذه المنح، يتم تشجيع الباحثين والمتخصصين على تطوير إنتاجهم المعرفي ليغطي هذه الجوانب، مما يساهم في إثراء المحتوى الثقافي وتطبيقه عمليًا.

المنح الثقافية للدعم البحثي

تُعد هذه المنح خطوة استراتيجية لتعزيز البحث في المجالات الثقافية، حيث يركز المجال الأول، وهو منحة دراسات الأنثروبولوجيا، على دراسة ثقافة الجزيرة العربية. هذه المنحة تسعى لملء الفجوات العلمية من خلال تعزيز المناهج البحثية والأطر النظرية، مما يعمق الفهم لعناصر الثقافة وسياقاتها الاجتماعية والاقتصادية. أما المجال الثاني، منحة المملكة العربية السعودية من منظور عالمي، فيتناول روابط الثقافة السعودية مع الحضارات العالمية، لفهم دورها في تشكيل التغييرات الثقافية. في المجال الثالث، منحة ثقافة الطفل، يتم التركيز على تعزيز التنوع والشمول من خلال دراسة الإنتاج الثقافي للأطفال ومحددات مشاركتهم، لضمان إشراك جميع فئات المجتمع في النشاط الثقافي.

البرامج الثقافية الداعمة للابتكار

أما المجال الرابع، منحة حقوق المبدعين والفنانين، فيركز على استكشاف التحديات المتعلقة بحماية الملكية الفكرية في ظل التطورات التقنية، لخلق قواعد علمية تساعد صانعي السياسات. في المجالات الخامسة والسادسة، تبرز منحة الاقتصاد الإبداعي ومنحة الثقافة والاستدامة، حيث تركزان على دور الثقافة في التنمية المستدامة من جوانبها البيئية والاقتصادية والاجتماعية. هاتان المنحتان تساهمان في فهم تأثير التحديات البيئية على القطاع الثقافي، وتمكين الممارسين من تبني استراتيجيات الاستدامة.

بشكل عام، يهدف إطلاق هذه المنح إلى تحفيز الإنتاج العلمي وتعزيز الابتكار في القطاع الثقافي، من خلال ربط البحث بالتراث الوطني والمحتوى المعرفي. هذا البرنامج يدعم الباحثين لتطوير دراساتهم نحو مواضيع ذات أولوية، مما يساهم في حفظ الذاكرة الثقافية وحماية التراث. بالإضافة إلى ذلك، يعمل البرنامج على ربط الإنتاج الثقافي السعودي بالمنصات العلمية الدولية، من خلال تهيئة بيئة بحثية متميزة تعزز الكفاءة والجودة. هذه الجهود تتوافق مع الاستراتيجية الشاملة لدعم البحوث الثقافية، التي تهدف إلى رفع مستوى الدراسات الثقافية وتشجيع الابتكار في المجالات المتنوعة. في النهاية، يمثل هذا البرنامج خطوة أساسية نحو بناء قاعدة معرفية قوية، تساعد في مواجهة التحديات المستقبلية وتعزيز التنمية الثقافية المستدامة.