السلطات السورية تعزز التأمين الأمني للمؤسسات في السويداء

في محافظة السويداء جنوب سوريا، شهدت المنطقة نشرًا مكثفًا لقوات الأمن السورية أمام المؤسسات الحكومية الرئيسية، وذلك بهدف تعزيز دور الضابطة العدلية وفرض القانون بشكل أكثر فعالية. هذا التحرك يأتي كرد فعل سريع لمطالب المجتمع المحلي والمرجعيات الدينية، التي دعت إلى دعم الجهود الأمنية للحفاظ على الاستقرار.

تعزيزات أمنية في السويداء

أعلنت السلطات السورية عن إرسال تعزيزات كبيرة إلى السويداء، وفقًا لما أكدته الشرطة في بيانها. هذا الانتشار يستجيب لنداء من مشيخة العقل الدرزية وغيرها من المرجعيات في المحافظة، الذي أصدر أمس، لتعزيز دور الضابطة العدلية والشرطة المحلية. يأتي ذلك تنفيذًا للاتفاق الذي تم التوقيع عليه في الأول من مايو، والذي يهدف إلى تفعيل دور الشرطة المكونة من أبناء المنطقة لضمان تطبيق القانون بشكل عادل وفعال. يُذكر أن غالبية عناصر الفصائل المسلحة في السويداء تابعة لحركة رجال الكرامة، بقيادة الشيخ ليث البلعوس، الذي يحظى بدعم من الحكومة السورية، مما يجعله القوة المهيمنة في المنطقة.

الأحداث الأخيرة، مثل اقتحام عناصر جماعة مسلحة مكتب محافظ السويداء مصطفى البكور أمس، كانت الشرارة التي أدت إلى هذا الانتشار الأمني. وفقًا لتقارير وزارة الإعلام السورية، قاد المهاجمون المدعو طارق المغوش وآخرون، حيث اقتحموا المبنى أثناء وجود المحافظ في مكتبه، مما أثار مخاوف أمنية واسعة. أدى ذلك إلى تدخل عدد من الفصائل المحلية لتأمين خروج المحافظ وإعادة فرض السيطرة. السلطات أكدت أن هذه الحادثة لن تمر دون رد قوي، مؤكدة على أن حماية الأمن في السويداء خيار استراتيجي لا رجعة فيه، وأنها لن تتهاون أمام أي محاولة لزعزعة الاستقرار أو المساس بمؤسسات الدولة.

دعم الأمان في المحافظة

في سياق متصل، دان شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، حمود حناوي، الهجوم على مبنى محافظة السويداء، معتبرًا إياه اعتداءً غير مقبول على مؤسسات الدولة. خلال مقابلة تلفزيونية مع تلفزيون سوريا، أكد الشيخ حناوي رفضه القاطع لأي عمل يمس بأمن المنطقة أو شخصياتها الرسمية، قائلاً إن السويداء تحتاج الآن إلى الأمن والطمأنينة للبناء والتقدم. وشدد على ضرورة رفض التصرفات الفردية غير المسؤولة، داعيًا إلى محاسبة مرتكبيها قضائيًا لضمان العدالة. يرى الشيخ أن القضاء يجب أن يلعب دورًا حاسمًا في فرض القانون واستعادة الثقة بين المواطنين.

بالإضافة إلى ذلك، يعكس هذا الوضع التوترات الداخلية في السويداء، حيث تطالب الأوساط المحلية بتعزيز الجهود لتحقيق الاستقرار الشامل. من المهم أن يتم التعامل مع هذه الأحداث بشكل يجمع بين القوة الأمنية والحوار مع الجماعات المحلية، لتجنب تصعيد الوضع. السلطات تسعى من خلال هذه التعزيزات إلى إرساء قواعد الأمان الدائم، مع الالتزام بالاتفاقات السابقة التي تشجع على مشاركة السكان في صياغة مستقبلهم. في الختام، يبرز هذا الحدث أهمية تعزيز الوحدة الوطنية وضبط القانون لمواجهة التحديات، مما يساهم في بناء سوريا أكثر أمانًا واستقرارًا لجميع مواطنيها.