سر مصير جثة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين: حرق أم قبر سري؟.. شاهد الفيديو

رغم مرور أكثر من ستين عامًا على إعدام الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، تظل قضيته مصدرًا للجدل والتساؤلات حول مصير رفاته. هل تم حرق الجثة كما أشيع في بعض الروايات، أم أنها مدفونة في قبر سري يحميه السرية الشديدة في سوريا؟ هذه الأسئلة تجعل القضية أكثر من مجرد حدث تاريخي، إذ تحولت إلى ورقة استراتيجية في التفاوض السياسي بين إسرائيل ودمشق، مع استمرار عائلة كوهين في مطالباتها الإنسانية لاسترجاع الرفات وإغلاق هذا الجرح العائلي.

هل تم حرق جثة إيلي كوهين أم هي مدفونة في قبر سري؟

منذ إعدامه في عام 1965، ظل مصير جثة إيلي كوهين غامضًا، حيث لم تعلن الحكومة السورية أي تفاصيل رسمية عن مكان دفنه. يتداول الكثيرون روايات متنوعة، منها أن السلطات السورية دفنت الجثة في مكان سري جدًا لمنع أي محاولة إسرائيلية لاستردادها، في حين أخرى تشير إلى إمكانية حرقها أو نقلها بين المواقع لتعزيز السرية. هذه الروايات لم تثبت رسميًا، لكنها تعكس كيف تحولت القضية إلى أداة للضغط السياسي، حيث استخدمت دمشق رفات كوهين كورقة تتاجر بها في مفاوضات تبادل الأسرى أو الاتفاقيات الدولية.

قصة العميل الإسرائيلي في الغموض

تعود أهمية إيلي كوهين إلى دوره كجاسوس ناجح في الموساد، حيث اخترق مؤسسات الحكم السورية في الستينيات ووصل إلى مراكز قيادية، مما مكنه من جمع معلومات حاسمة ساعدت إسرائيل في حروبها. وفقًا لروايات عائلية، مثل تلك التي رواها شقيق كوهين، موريس، فإن الموساد قام بعدد من العمليات المغامرة للبحث عن الجثة، لكنه فشل بسبب الظروف السياسية الصعبة. يذكر موريس في تسجيل صوتي أن تحقيقات الموساد أشارت إلى أن الرئيس السوري آنذاك، أمين الحافظ، أمر بدفن الجثة داخل معسكر عسكري قرب دمشق، مع حرس مشدد. ثم، عندما تولى حافظ الأسد السلطة في عام 1971، نقل الرفات إلى موقع آخر داخل برميل مليء بالأسمنت لزيادة التعزيز.

من جانب آخر، ردت عائلة كوهين بإصرار على استرداد الرفات، خاصة زوجته نادية، التي وصفت القضية بأنها إنسانية وليس سياسية، مطالبة بدفنه وفق الشريعة اليهودية. في عام 2004، تقدمت إسرائيل بطلب رسمي إلى الأمم المتحدة للضغط على سوريا، معتبرة الأمر مسألة إنسانية. كما ظهرت تقارير في عام 2019 عن دور روسي محتمل في نقل بقايا محتملة، لكن دمشق نفت ذلك بشدة، مؤكدة أن الرفات لا تزال في مكانها كجزء من سيادتها. هذه الروايات المتضاربة، بما في ذلك تلك التي تتحدث عن حرق الجثة من قبل بعض الجنود، لم تثبت، إذ يعتقد الموساد أن سوريا ما زالت تحتفظ بها في موقع سري قرب الحدود مع لبنان، كأداة للمساومات.

في الآونة الأخيرة، شهدت التطورات بعض التقارير عن محادثات بين مسؤولين إسرائيليين وأطراف سورية جديدة، حيث أعلن الأخيرون سعيهم للعثور على الرفات، مما يعيد إلى الأذهان أهمية هذه القضية في السياق الجيوسياسي. عائلة كوهين تستمر في حملاتها للضغط على الحكومات، محاولة إنهاء هذا الملف المؤلم الذي يجسد الصراع بين السياسة والإنسانية. ومع مرور السنوات، يظل مصير إيلي كوهين رمزًا للألغاز التاريخية التي تربط بين الدول، مما يحفز على الاستمرار في البحث عن حل يعيد السلام لعائلته.