نتنياهو يسعى لنتيجة سياسية عبر أدوات عسكرية فورية

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تشير إلى حالة من الإحباط الشديد، نتيجة للتوترات الداخلية المتزايدة في البيئة السياسية، إلى جانب المواقف الأوروبية غير المألوفة التي تتصدى لحكومة الاحتلال. كما أبرز أبو زيد تردد القيادة العسكرية في تنفيذ العملية البرية المسماة “عربات جدعون”، مما يعكس تعقيدات الوضع العام. في سياق تحليله، أكد أبو زيد أن التركيز الحالي للقوات يقتصر على عمليات تهيئة وتحضير في محورين رئيسين: الأول من بيت لاهيا إلى المستشفى الإندونيسي شمالاً، والثاني من كيسوفيم إلى خان يونس. هذه الخطوات لم تشهد حتى الآن أي تحرك بري حقيقي يمكن اعتباره جزءًا من العملية الرئيسية، بل تبدو كإجراءات استكشافية تهدف إلى ترتيب الميدان.

أبوزيد: نتنياهو يسعى لنتيجة سياسية بأدوات عسكرية عاجلة

في تفاصيل أكثر عمقًا، أوضح أبو زيد أن هناك خللاً كبيراً في تقديرات الاستخبارات المتعلقة بقدرات وقوة المقاومة، مما يؤخر بدء العملية البرية بشكل ملحوظ. يبدو أن نتنياهو يعتمد بشكل أكبر على استراتيجية القصف المكثف، محاولاً تحقيق مكاسب سياسية تناسب مصالح إسرائيل دون التورط في مغامرة عسكرية محفوفة بالمخاطر. هذا النهج يعكس رغبة في الحصول على نتائج سريعة من خلال الضغط العسكري، مع الحرص على تجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى خسائر غير محسوبة. على الرغم من ذلك، فإن هذه السياسة الاحتياطية قد تكشف عن ضعف في التنسيق بين المستويات السياسية والعسكرية، حيث يحاول نتنياهو الاستفادة القصوى من الوضع الراهن دون الدخول في مواجهة مباشرة. يرى أبو زيد أن هذا التردد يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالضغوط الداخلية، مثل الانقسامات داخل الحكومة وردود الفعل الدولية، التي تجعل من الصعب على نتنياهو اتخاذ قرارات جريئة.

رؤية أبو زيد لاستراتيجية نتنياهو نحو إنجازات سياسية عبر قوة عسكرية فورية

من ناحية أخرى، يشير تحليل أبو زيد إلى أن الوضع الحالي يمكن أن يتطور بطرق متعددة، حيث قد يعتمد نتنياهو على استمرار القصف لفرض ضغط نفسي ومادي على الجانب الآخر، بهدف إجبار الخصوم على تقديم تنازلات. هذا النهج، وفقاً لأبو زيد، يعتمد على فكرة أن النتائج السياسية يمكن تحقيقها من خلال البنية العسكرية دون الحاجة إلى تدخل بري كامل، مما يقلل من الخسائر المحتملة. ومع ذلك، فإن هذا الاستراتيجية تثير تساؤلات حول فعاليتها على المدى الطويل، خاصة مع تزايد التحديات الخارجية مثل المواقف الأوروبية التي تتجه نحو معاداة السياسات الحالية. يؤكد أبو زيد أن الخلل في تقدير القدرات قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة، حيث يبدو أن نتنياهو يفضل الاعتماد على الضغط غير المباشر للحصول على مكاسب تتجاوز السياق العسكري. في السياق ذاته، يمكن رؤية أن هذه النهج يعكس توازناً دقيقاً بين الحاجة إلى الظهور بمظهر القوة والحذر من المخاطر المترتبة على عمليات واسعة النطاق. على سبيل المثال، يركز التركيز العسكري على إنشاء بيئة مشحونة بالتهديدات، مما يهدف إلى فرض واقع جديد دون الخوض في مواجهات مباشرة تكشف نقاط الضعف. وفقاً لأبو زيد، هذا الإذعان بالتردد يمكن أن يكون دليلاً على أن الاستراتيجية الكلية تحتاج إلى إعادة تقييم، خاصة مع استمرار الوضع الإقليمي في التطور. في الختام، يؤكد الخبراء أن مثل هذه السياسات قد تؤدي إلى نتائج متنوعة، لكنها تعكس بوضوح التحديات التي تواجه قادة الاحتلال في مواكبة التغيرات السريعة. ومع ذلك، فإن التركيز على النتائج السياسية عبر الأدوات العسكرية يظل محط جدل واسع، حيث يبدو أن نتنياهو يسعى لتحقيق توازن يضمن بقاءه في السلطة دون المخاطرة بمكاسبه. هذا التحليل يفتح الباب لمناقشات أوسع حول فعالية الاستراتيجيات الحالية في ظل الضغوط الدولية المتزايدة.