تستعد شركة ميتا، المعروفة سابقًا باسم فيسبوك، لإزالة الإعلانات السياسية من مكتبتها الإعلانية لأول مرة منذ إطلاق هذه الميزة في عام 2018. هذه الخطوة تعني نهاية عصر من الشفافية الرقمية، حيث كانت هذه المكتبة تعمل كأرشيف شامل يجمع الإعلانات المتعلقة بالقضايا الانتخابية والاجتماعية، مما يسمح للباحثين والصحفيين والناشطين بدراسة استراتيجيات الاستهداف والرسائل المستخدمة في الحملات الانتخابية. على سبيل المثال، خلال الانتخابات الأمريكية الرئيسية التالية لانتخاب الرئيس دونالد ترامب، قدمت هذه المكتبة رؤى قيمة حول كيفية استخدام الحزبين السياسيين للتكنولوجيا للوصول إلى الجمهور المستهدف، مما يعكس تطور الإعلانات الرقمية في عصرنا الحالي.
ميتا وخطة حذف الإعلانات السياسية
في خطوة قد تثير جدلًا، أعلنت ميتا عن نيتها البدء في إزالة بعض هذه الإعلانات اعتبارًا من يوم السبت المقبل، مع الحفاظ على السياسة الأصلية التي تحدد مدة حفظ الإعلانات بسبع سنوات فقط. أنشئت مكتبة الإعلانات في 24 مايو 2018 كرد فعل لضغوط من الكونجرس الأمريكي، الذي هدد بإقرار قوانين تحمي الشفافية في الإعلانات الرقمية. هذا الأرشيف العام يعرض تفاصيل دقيقة عن الإعلانات، بما في ذلك كيفية شرائها، الفئات المستهدفة، ومدة عرضها، مما جعلها أداة أساسية للتحقق من التكتيكات الانتخابية. على سبيل المثال، أدى هذا الأرشيف إلى كشف استراتيجيات مثل تلك التي استخدمتها حملة كامالا هاريس، حيث تم نشر إعلانات داعمة لإسرائيل للناخبين في بنسلفانيا، بينما تم إرسال إعلانات أخرى تركز على الدمار في غزة للناخبين في ميشيغان. هذه التفاصيل ساعدت في تعزيز فهم الجمهور لكيفية عمل الحملات الانتخابية، خاصة في ظل غياب الشفافية في الإعلانات الرقمية مقارنة بالإعلام التقليدي.
بالإضافة إلى ذلك، لعب هذا الأرشيف دورًا كبيرًا في التصدي لانتقادات سابقة وجهت إلى ميتا، خاصة بعد الكشف عن شراء روسي مخفي لإعلانات خلال انتخابات 2016، مما أبرز أهمية الرقابة الجماهيرية على الإعلانات السياسية. ومع ذلك، يبقى السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت إزالة هذه الإعلانات ستؤثر على الجهود المبذولة لتعزيز الشفافية في عالم الإعلانات الرقمية. في السنوات الأخيرة، لم يتم سن أي قوانين جديدة تحمي الكشف عن الإعلانات السياسية على منصات التكنولوجيا، رغم انتقال كبير للإعلانات من الوسائط التقليدية إلى المنصات الرقمية. هذا الفراغ التشريعي يعني أن الشركات مثل ميتا تقرر بنفسها مدى الشفافية المقدمة، في حين أن التركيز الحالي يتجه نحو تنظيم المحتوى المولد بواسطة الذكاء الاصطناعي في الإعلانات السياسية، دون تقدم حقيقي.
فيسبوك ودوره في تعزيز الشفافية الانتخابية
كان ما كان يُعرف سابقًا بفيسبوك رائدًا في هذا المجال، حيث ساهمت مكتبة الإعلانات في مساعدة الأمريكيين على فهم التكتيكات الانتخابية بشكل أفضل، وهي تكتيكات غالبًا ما تظل خفية عن الناخبين والإعلام. على الرغم من أن معظم الإعلانات على منصات ميتا يتم شراؤها بشكل آلي، إلا أن الأرشيف قدم وسيلة للتدقيق الشعبي في استراتيجيات المرشحين دون الولوج إلى تقنيات الشركة نفسها. هذا الدور أكد أهمية الشفافية في عالم الإعلانات الرقمية، خاصة مع تزايد استخدام التكنولوجيا في الحملات الانتخابية. ومع ذلك، مع اقتراب موعد الحذف، قد تفقد المنصات هذه القدرة على تقديم رؤى شاملة، مما يدفع نحو حاجة ماسة لتشريعات جديدة تضمن استمرار الشفافية في المستقبل، وتحافظ على توازن بين حرية التعبير وحماية العملية الديمقراطية. في النهاية، يمكن أن تكون هذه الخطوة نقطة تحول في كيفية تعامل الشركات التكنولوجية مع المحتوى السياسي، مما يؤثر على كيفية تشكيل الرأي العام في الانتخابات المقبلة.
تعليقات