أمانة المدينة تكشف مناطق وأحياء جديدة للتطوير.. وتعلن عن مشاريع قادمة في “مناطق الهدد”
في خطوة كبيرة نحو تعزيز جودة الحياة في المدينة المنورة، أعلنت الهيئة الخاصة بتطويرها عن سلسلة من القرارات الرامية إلى إزالة بعض الأحياء غير المنظمة وتطوير المناطق الحساسة. يأتي هذا الإعلان في سياق الجهود الوطنية لتحسين البنية التحتية، مع التركيز على بناء مدينة عصرية تتسم بالكفاءة والاستدامة.
تطوير المدينة المنورة
يشمل مشروع التطوير متعدد الأبعاد عدة تغييرات جذرية لتحسين البنية التحتية والمرافق الأساسية في المدينة، وذلك وفقاً لخطة المملكة لعام 2024. الهدف الرئيسي هو إزالة المناطق العشوائية والمباني غير المنظمة التي تؤثر سلباً على البيئة السكنية، مما يساعد في تحويل المدينة إلى نموذج حضري يجسد معايير الحياة العصرية. من خلال هذه المبادرة، ستحظى المناطق المستهدفة بتحسينات في الخدمات الأساسية مثل المياه، الكهرباء، والصرف الصحي، لضمان راحة سكانها وزيادة جودة الحياة العامة. كما يعكس هذا المشروع التزام المملكة بتعزيز التنمية الحضرية المستدامة، حيث يركز على دمج العناصر الحديثة مع الحفاظ على الطابع الثقافي والتاريخي للمدينة.
تحسين المناطق والأحياء في المدينة المنورة
يتضمن البرنامج تحديد أحياء معينة لإعادة الإعمار والترميم، بهدف رفع مستوى المعيشة وتطوير البنية التحتية بشكل شامل. على سبيل المثل، يخضع حي الدويمة لعمليات إعادة بناء وإضافة خدمات جديدة لتحسين جودة الحياة، بينما يركز تطوير حي الأصفرين، الموجود في قلب المدينة، على تحسين المرافق لتعزيز مستوى المعيشة للسكان. كذلك، يشهد حي التعلة جهوداً كبيرة لتحديث المباني السكنية وتحسين المرافق الداخلية، في حين يتم تطوير حي وغيرة كواحد من الأحياء العشوائية لرفع مستوى الحياة في المنطقة. أما حي المغيسلة، الذي يحمل طابعاً تاريخياً، فسيشهد عمليات تجميل وتحسين مع الحرص على الحفاظ على هويته الثقافية، ويشمل تطوير حي المصانع تحسينات في البيئة الخارجية والمنشآت الصناعية.
بالإضافة إلى ذلك، يتضمن المشروع آليات لدعم العائلات المتأثرة بالإزالة، من خلال تقديم تعويضات مالية أو بدائل سكنية. يمكن للمواطنين الاستعلام عن هذه التعويضات عبر الموقع الرسمي للهيئة العامة للعقارات، حيث يتم تسجيل الدخول باستخدام البريد الإلكتروني وكلمة المرور، ثم الوصول إلى قسم الخدمات الإلكترونية لتقديم البيانات المطلوبة مثل رقم الهوية أو رقم الطلب.
المدينة المنورة، بتراثها الغني، تجمع بين المعالم التاريخية والتطويرات الحديثة، مما يجعلها وجهة دينية وثقافية بارزة. على سبيل المثال، يحافظ مشروع التطوير على أحياء مثل الفيصلية، التي تعد من أرقى الأحياء، مع توسيع الخدمات لتعزيز الجاذبية العامة. المدينة تضم حوالي 49 حياً متنوعاً، يجمع بين التراث الديني والحياة اليومية، حيث يقصدها الزوار لأداء الشعائر الدينية مثل زيارة المسجد النبوي وممارسة الذكر وقراءة القرآن.
في الختام، يمثل مشروع تطوير المدينة المنورة نقلة نوعية نحو مستقبل أكثر إشراقاً، حيث يركز على تحسين البيئة الحضرية بشكل شامل. هذا الجهد الضخم لا يقتصر على إزالة المناطق غير المنظمة، بل يشمل تعزيز المرافق الأساسية وضمان تعويضات عادلة، مما يعكس التزام المملكة بتوفير بيئة سكنية متكاملة لجميع سكانها. بذلك، تتحول المدينة إلى نموذج للتنمية المستدامة، تجمع بين التقاليد والتكنولوجيا الحديثة.
تعليقات