جائزة اليونسكو تكريمًا لحاكم الشارقة بإنجاز معجم اللغة العربية التاريخي

حاكم الشارقة يتلقى جائزة مميزة من اليونسكو احتفاءً بإتمام المعجم التاريخي للغة العربية

في حدث ثقافي يعكس التزام الإمارات العربية المتحدة بالتراث اللغوي والثقافي، منحت منظمة اليونسكو (الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) جائزة مميزة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، وذلك احتفاءً بإتمام المعجم التاريخي للغة العربية. هذا التكريم يأتي كتقدير لجهود سموه الشخصية في تعزيز اللغة العربية وتوثيق تاريخها، مما يعزز مكانة الإمارات كمركز للثقافة والمعرفة على مستوى العالم.

يعكس هذا الإنجاز مسيرة طويلة من العمل الدؤوب قادها الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، الذي يُعد واحداً من أبرز الشخصيات في عالم الثقافة والأدب في المنطقة. الجائزة، التي تم منحها خلال حفل رسمي أقيم في مقر اليونسكو في باريس، تكرم جهود سموه في إكمال هذا المشروع الضخم، الذي يُعتبر إنجازاً تاريخياً في مجال اللغويات. وقد أكدت اليونسكو في بيانها الرسمي أن هذا المعجم يمثل نقلة نوعية في فهم تطور اللغة العربية عبر العصور، منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا.

المعجم التاريخي للغة العربية مشروع استثنائي بدأ في الشارقة تحت رعاية الشيخ سلطان بن محمد القاسمي منذ أكثر من عقدين من الزمان. يتضمن هذا العمل الشامل توثيقاً موسعاً للمفردات والتعبيرات اللغوية، مع التركيز على جذورها التاريخية والثقافية. يعتمد المعجم على مصادر أدبية وتاريخية غنية، مثل الشعر القديم والنصوص الدينية والكتب العلمية، مما يجعله مرجعاً أساسياً للباحثين والدارسين. لقد ساهم هذا المشروع في الحفاظ على هوية اللغة العربية كأحد أعمق اللغات في التاريخ البشري، ويعكس رؤية الشارقة كمركز دولي للثقافة، حيث أنشئت عدة مؤسسات ثقافية مثل أكاديمية الشارقة للفنون ومتحف الشارقة للتاريخ.

أهمية هذا الإنجاز تتجاوز الحدود المحلية، إذ يساهم في تعزيز التعاون الدولي للحفاظ على التراث اللغوي. في تصريح له عقب تسلمه الجائزة، أعرب الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عن شكره لليونسكو، قائلاً: "إن إتمام هذا المعجم ليس مجرد إنجاز علمي، بل هو رسالة للأجيال القادمة عن أهمية الحفاظ على لغتنا وتراثنا". كما أبرز سموه دور الإمارات في دعم الثقافة العربية، مشيراً إلى أن الشارقة ستستمر في دعم المشاريع الثقافية التي تعزز السلام والتفاهم بين الشعوب.

يُعد هذا التكريم دليلاً إضافياً على نجاح الإمارات في تحقيق أهدافها الثقافية على الساحة الدولية. منذ تولي الشيخ سلطان بن محمد القاسمي مسؤولياته، تحولت الشارقة إلى بؤرة للأنشطة الثقافية، مثل مهرجان الشارقة الدولي للكتاب، الذي يجذب مئات الآلاف من الزوار سنوياً. وبفضل هذا الجهد، تستمر الإمارات في التميز كقوة ثقافية عالمية، مما يعزز دورها في تعزيز التنوع الثقافي وفق رؤية اليونسكو للأمم المتحدة.

في الختام، يُشكل منح الجائزة لحاكم الشارقة اعترافاً دولياً بحجم الجهود المبذولة لصون اللغة العربية، ويفتح أبواباً لمزيد من التعاون الثقافي. إن هذا الإنجاز ليس نهاية طريق، بل بداية لمشاريع أكبر تهدف إلى تعزيز دور اللغة العربية في بناء جسور المعرفة بين الشعوب.