ظهور جهاز سيسكو الآمن في اجتماعات ترامب.. ما هي التفاصيل؟ | تكنولوجيا

شهدت الأيام الماضية سلسلة من الاجتماعات السياسية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقادة خليجيين، حيث لفت انتباه العالم جهاز تقني ظهر في هذه الاجتماعات الحساسة. هذا الجهاز، الذي يبدو عاديًا بالنسبة للعاملين في قطاعات التكنولوجيا، أثار فضولًا واسعًا بسبب استخدامه في بيئات عالية الأمان مثل قاعات الاجتماعات الرسمية. يعود الجهاز إلى فئة هواتف المؤتمرات من شركة “سيسكو”، وتحديدًا الطراز 8831 الداعم لبروتوكول الإنترنت الموحد، الذي توقفت الشركة عن إنتاجه لصالح نماذج أحدث.

من سيسكو؟

تأسست شركة “سيسكو” في ديسمبر 1984 على يد ساندي ليرنر وليونارد بوساك، اثنين من علماء الحاسوب بجامعة ستانفورد، الذين كانا يسعيان لحل مشكلة التواصل الآمن عن بُعد. بدأت الشركة بتطوير تقنية الرواتر، وهي أجهزة التوجيه التي تمكن الاتصال بين شبكات متعددة في وقت واحد، مستفيدة من أبحاث سابقة في السبعينيات. سرعان ما توسعت “سيسكو” لتشمل تطوير شبكات اللان المحلية، التي أصبحت الآن عماد الاتصالات العالمية في المنازل والمؤسسات. بحلول عام 1990، ركزت الشركة على بروتوكول الإنترنت، حيث قامت باستحواذات استراتيجية على شركات صغيرة لتعزيز منتجاتها في مجال الأمان والمعلومات. هذا التركيز على الجودة والتخصيص جعل “سيسكو” الخيار الأمثل لمؤسسات عالمية وحكومات، حيث تقدم حلولًا مخصصة لشبكات الاتصال التي تتطلب أمانًا فائقًا وكفاءة عالية.

تقنيات بروتوكول الإنترنت الموحد

هذه التقنيات تمثل تطورًا كبيرًا عن الهواتف التقليدية، حيث تعتمد مباشرة على شبكات الإنترنت بدلاً من خطوط الهاتف السلكية أو الشبكات المحمولة. على سبيل المثال، هاتف “سيسكو 8831” يعمل كجهاز حاسوب متصل بشبكة، مما يضمن نقل الصوت والصورة بكفاءة عالية وأمان محسن. تُضاف طبقات إضافية من الحماية لمنع الوصول غير المصرح به، مما يجعلها مثالية للاتصالات الحساسة. هذه الهواتف ليست مجرد أدوات اتصال؛ بل توفر ميزات مثل الترجمة الفورية والتكامل مع ملحقات خارجية مثل الميكروفونات والمكبرات الصوتية، مما يعزز الوضوح والدقة في الاجتماعات العالمية.

أما في سياق استخدام هذه الهواتف في غرف الاجتماعات المغلقة، فإنها تفوق التطبيقات العادية مثل “زووم” من حيث الأمان والاحترافية. يمكن الاتصال مباشرة بأي جهاز آخر داخل الشبكة الداخلية أو الخارجية، مع ضمان خصوصية كاملة وسرعة نقل عالية. شركة “سيسكو” تقدم خيارات تخصيص واسعة للشبكات، سواء كانت محلية أو عالمية، مما يجعلها مفضلة لدى الحكومات والشركات الكبرى. بفضل هذه المزايا، أصبحت هواتف بروتوكول الإنترنت الموحد حلاً أساسيًا في البيئات ذات الطابع الحساس، حيث تقلل من مخاطر التسريب وتعزز من كفاءة التواصل الدولي، مما يعكس التطور التقني الذي أدى إلى انتشارها في أماكن مثل الاجتماعات السياسية التي تشهدها المنطقة.