كشفت تقارير إعلامية أمريكية حديثة أن الولايات المتحدة حصلت على معلومات استخباراتية تشير إلى استعداد إسرائيل لشن هجوم على منشآت نووية إيرانية، مما يعكس تصعيداً في التوترات الإقليمية. هذه المعلومات، التي لم تتضح تفاصيلها الكاملة، تبرز الجدل المستمر حول برنامج إيران النووي، حيث يبدو أن القادة الإسرائيليين لم يتخذوا قراراً نهائياً بعد. في السياق نفسه، أكد مصادر إسرائيلية أن بلادهم لن توافق على أي اتفاق “سيئ” مع طهران، مع الإعلان عن استعداد للقيام بأي عمل عسكري منفرد إذا لزم الأمر. من جانب إيران، تبدو القيادة مشغولة بصياغة خطط بديلة لمواجهة هذا التهديد، خاصة مع تعثر المفاوضات مع الولايات المتحدة حول قضايا مثل تخصيب اليورانيوم.
إسرائيل تُجهز لضرب منشآت نووية إيرانية
في ظل هذا الوضع المتوتر، أكدت مصادر إيرانية أن طهران تعمل على استراتيجيات بديلة للتعامل مع احتمال انهيار المفاوضات النووية، التي تعاني من عقبات متعددة. على سبيل المثال، أشارت التقارير إلى أن إيران قد تتجه نحو تعزيز علاقاتها مع دول مثل الصين وروسيا كخيار احتياطي. ومع ذلك، يبدو أن هذه الخطة تواجه تحديات كبيرة، خاصة مع انشغال روسيا بحربها في أوكرانيا والحرب التجارية بين بكين وواشنطن. قال مسؤول إيراني كبير إن الاستراتيجية الرئيسية ستتمثل في تجنب التصعيد غير الضروري مع الولايات المتحدة، مع الاستعداد الكامل للدفاع عن النفس، بما في ذلك تعزيز الروابط مع الحلفاء. كما أعرب الزعيم الإيراني علي خامنئي عن رفضه لمطالب أمريكا المتعلقة بوقف تخصيب اليورانيوم، معتبراً إياها “مهينة” وغير مقبولة، مما يعكس الشكوك الواسعة في إمكانية الوصول إلى اتفاق.
التصعيد النووي في المنطقة
بالإضافة إلى ذلك، تواجه إيران تحديات داخلية وعالمية تعيق تقدمها في المفاوضات. على سبيل المثال، رفضت طهران فكرة شحن مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج، كما رفضت مناقشة برنامجها للصواريخ البالستية، وفقاً لما ذكره مسؤولون إيرانيون ودبلوماسيون أوروبيون. هذا الرفض يأتي على خلفية انعدام الثقة المتبادل بين إيران والولايات المتحدة، خاصة بعد قرار الرئيس السابق دونالد ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، مما دفع طهران للمطالبة بضمانات تمنع واشنطن من التراجع عن أي اتفاق محتمل في المستقبل. في الوقت نفسه، تعاني إيران من أزمات اقتصادية وسياسية متزايدة، بما في ذلك نقص الطاقة والمياه، وتراجع قيمة العملة، وخسائر عسكرية بين حلفائها الإقليميين. هذه المشكلات تفاقمت بسبب السياسات الأمريكية المتشددة، مثل حملة “أقصى الضغوط” التي أعادت إحياءها إدارة ترمب، والتي تشمل فرض عقوبات جديدة وتهديدات عسكرية.
بالرغم من ذلك، يرى بعض المتابعين أن إيران لا تمتلك خيارات كثيرة، حيث يمكن أن يؤدي عدم الوصول إلى اتفاق إلى فوضى اقتصادية داخلية قد تهدد استقرار الحكم. الاحتجاجات الشعبية المتكررة في إيران، التي اندلعت مؤخراً بسبب المشكلات الاقتصادية والقمع الاجتماعي، كشفت عن ضعف النظام أمام الغضب العام، مما أدى إلى فرض مزيد من العقوبات الغربية في مجال حقوق الإنسان. وفقاً لمسؤول إيراني، فإن الاقتصاد الإيراني لن يتمكن من التعافي دون رفع العقوبات، خاصة تلك المتعلقة بمبيعات النفط والوصول إلى الأموال المجمدة. في هذا السياق، يبدو أن القيادة الإيرانية توازن بين الحاجة إلى اتفاق يخفف الضغوط الاقتصادية والرغبة في الحفاظ على سيادتها النووية، وسط مخاوف متزايدة من إمكانية هجوم إسرائيلي قد يغير معادلة التوازن الإقليمي. هذه التطورات تجعل المفاوضات النووية أكثر تعقيداً، حيث تتداخل العوامل السياسية والاقتصادية مع التهديدات الأمنية، مما يعني أن المنطقة ككل تواجه مستقبلاً غير مستقر.
تعليقات