عاجل: يكشف الصراع الأمريكي مع الحوثيين عن هدف استراتيجي هائل

عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقف الجيش الأمريكي عن مهاجمة مواقع الحوثيين في اليمن، أثار ذلك تساؤلات واسعة حول ما إذا كان ذلك يعكس استسلامًا من جانب الحوثيين أم فشلًا استراتيجيًا للولايات المتحدة. وفقًا لتقارير، جاء هذا القرار بعد شهر من العمليات العسكرية التي لم تحقق أهدافها، حيث أظهرت التقارير الداخلية عدم تحقيق التفوق الجوي بسبب خسائر في الطائرات بدون طيار والمخاطر على الطائرات الحربية مثل إف-16 وإف-35، بالإضافة إلى تهديدات للسفن في البحر الأحمر. كما كشفت التكاليف الباهظة، حيث بلغت نفقات الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار في الشهر الأول، مع استخدام أسلحة متقدمة دون تحقيق تأثير كبير على القوى الحوثية.

وبينما فشلت محاولات قتل 12 مسؤولًا حوثيًا بارزًا كما اقترحت دولة خليجية، واجهت الجهود الأمريكية صعوبة في إقناع دول إقليمية بالمشاركة في عمليات برية، مما أبرز ضعف التخطيط والتنفيذ في البنتاجون. ومع ذلك، يُعتبر قرار ترامب خطوة ذكية لتجنب التورط في حرب جديدة، حيث أعاد ترتيب الأولويات للتركيز على المصالح الأمريكية الأساسية. الآن، يطرح هذا الفشل السريع تساؤلات حول قدرة الولايات المتحدة على التعامل مع تحديات أكبر، مثل مواجهة إيران مباشرة، خاصة مع التأثير المحتمل على المفاوضات مع النظام الإيراني، الذي قد يستمد قوة إضافية من هذه النتائج.

النقطة التي تؤدي إلى تخلي أمريكا عن إسرائيل

في خضم هذه الأحداث، برزت مخاوف حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تخلت فعليًا عن دعمها لإسرائيل، خاصة مع التراجع أمام التحديات مع الحوثيين. فقد أكد الإسرائيليون أن مصالح الولايات المتحدة تأتي دائمًا في المقام الأول، حتى مع رئيس مثل ترامب الذي وصف نفسه بأنه أكبر داعم لإسرائيل في تاريخ الإدارات الأمريكية. هذا التحول يظهر كيف يمكن أن تُهمل إسرائيل في مواجهة الضغوط، حيث لم يتردد الأمريكيون في الانسحاب من الصراعات الإقليمية دون اعتبار للحلفاء التقليديين.

بالعودة إلى السياق، كان اتفاق ترامب على المفاوضات مع اليمن شرطًا للخروج من الحملة، مما يعكس استراتيجية تسعى لتجنب التورطات الطويلة الأمد، لكنها تثير أسئلة عميقة عن الثبات في التحالفات. على سبيل المثال، إذا كانت الولايات المتحدة عاجزة عن تحقيق أهدافها ضد قوة محدودة مثل الحوثيين، فكيف يمكنها الاستعداد لمواجهة خطر أكبر مثل إيران؟ هذا الفشل قد يشجع الأعداء ويزعزع الثقة في القدرات الأمريكية، مما يؤثر على المفاوضات الدبلوماسية المستقبلية. في المقابل، يُنظر إلى قرار ترامب على أنه عملية “تحسين مواقف” لتجنب الغرق في وحل آخر، لكنه يفتح الباب لمناقشات حول ما إذا كانت هذه الخطوات تعني تراجعًا دائمًا عن التزامات أمريكا تجاه إسرائيل.

العواقب التي تؤدي إلى التنازل عن إسرائيل

ومع ذلك، يبدو أن هذا التحول يمثل نقطة تحول في السياسة الأمريكية، حيث أصبحت إسرائيل تعاني من التهميش في ظل الضرورات الاستراتيجية. في الواقع، أدى الفشل في الحملة اليمنية إلى إعادة تقييم للعلاقات الإقليمية، حيث يرى الإسرائيليون أنفسهم مرغمين على التعامل مع التهديدات بمفردهم، مثل الحصار البحري في البحر الأحمر. هذا الوضع يعزز شعورًا بالإحباط، إذ أن الولايات المتحدة، رغم وعودها، فضلت تجنب التصعيد لصالح مصالحها الداخلية. بالتالي، قد يؤدي ذلك إلى تغيير في ديناميكيات التحالفات، حيث تُرمى إسرائيل تحت “عجلات الحافلة” في سبيل تجنب مخاطر أكبر.

في الختام، يظل السؤال الأساسي هو ما إذا كان هذا الفشل سيعلم البنتاجون دروسًا حاسمة لتجنب الأخطاء المستقبلية، خاصة في مواجهة تحديات مع خصوم أقوى. كما أن التأثير على إسرائيل يبرز كيف يمكن أن تتغير أولويات واشنطن بسرعة، مما يدفع نحو إعادة تقييم للعلاقات الاستراتيجية في المنطقة. هذا الوضع يعكس تعقيدات السياسة الخارجية، حيث يجب على الولايات المتحدة موازنة بين الالتزامات والمخاطر، وهو ما قد يؤثر على الاستقرار الإقليمي في السنوات القادمة.