كواليس 7 سنوات من تحضيرات الرائد البريطاني تيم بيك للرحلة الفضائية

يعرف رائد الفضاء البريطاني تيم بيك الكثير عن رحلة الوصول إلى الفضاء، حيث قضى الرجل البالغ من العمر 53 عامًا ستة أشهر كاملة على متن محطة الفضاء الدولية (ISS) بين ديسمبر 2015 ويونيو 2016. خلال تلك الفترة، حقق إنجازًا تاريخيًا كأول بريطاني ينفذ عملية سير خارج المحطة، بالإضافة إلى مشاركته في أكثر من 250 تجربة بحثية متنوعة. هذه الخبرة الغنية جعلته رمزًا للطموح العلمي، وتُعكس في السنوات السابقة التي أعد فيها نفسه لتلك اللحظة الفارقة، حيث كانت كل خطوة تمثل جزءًا من رحلة طويلة مليئة بالتحديات والتدريبات المكثفة.

رحلة تيم بيك نحو الفضاء

في عام 2008، قدم تيم بيك طلبًا للانضمام إلى وكالة الفضاء الأوروبية، مما أدى إلى عملية اختيار دقيقة استغرقت عامًا كاملًا، حيث تم فحص آلاف المتقدمين بعناية لضمان اختيار الأكفأ. هذا الاختيار لم يكن مجرد خطوة روتينية، بل كان بداية لمسيرة تحولت حياته إلى نموذج للإصرار. بحلول عام 2009، تم اختياره رسميًا للانضمام إلى فيلق رواد الفضاء التابع للوكالة، وقد عين في الوقت نفسه كسفير للعلوم والمهن الفضائية في المملكة المتحدة، مما أعطاه فرصة لنشر الوعي العلمي بين الجمهور.

في عام 2010، أكمل بيك فترة تدريب أساسية استغرقت 14 شهرًا، والتي شملت تدريبات بدنية وفكرية صارمة لمواجهة الظروف القاسية في الفضاء. هذه الفترة كانت حاسمة في بناء مهاراته، حيث تعلم كيفية التعامل مع الأنظمة الفنية المعقدة والبيئات المتطرفة. انتقل بعد ذلك إلى عام 2011، حيث انضم هو وخمسة رواد فضاء آخرين إلى مهمة تجريبية في كهوف سردينيا، حيث عاشوا أسبوعًا كاملًا في ظروف مشابهة للبيئة الفضائية، مما ساعد في اختبار قدراتهم على العيش في عزلة والبقاء على قيد الحياة تحت الضغوط.

مع تقدم السنوات، في عام 2012، خضع بيك لتجربة فريدة حيث أمضى 10 أيام في قاعدة تحت الماء في فلوريدا، محاكاة للحياة في محطة الفضاء مع التركيز على المهارات البحرية والفضائية. هذا التدريب أكد على أهمية التكيف مع البيئات غير المألوفة، وهو ما يعد جزءًا أساسيًا من عمل رواد الفضاء. بحلول عام 2013، تم تكليفه بمهمة رئيسية لمدة ستة أشهر إلى محطة الفضاء الدولية، مما يعني أنه كان على بعد خطوات قليلة من الوصول الفعلي. أخيرًا، في عام 2015، انطلق بيك إلى المحطة الدولية، محققًا حلمه بعد سنوات من الجهد المستمر.

مسيرة تيم بيك نحو النجوم

تُمثل قصة تيم بيك نموذجًا لكيفية تحويل الطموح إلى واقع، حيث كانت كل مرحلة في تلك السنوات السبع تجربة تعليمية تُبنى عليها الأخرى. على سبيل المثال، الاختيار في 2009 لم يكن نهاية، بل بداية لسلسلة من التدريبات التي غطت الجوانب البدنية والنفسية، مما ساهم في بناء فريقه وتطوير قدراته على حل المشكلات. هذه الرحلة لم تكن مجرد سلسلة من الخطوات، بل كانت درسًا في الصبر والإصرار، حيث أظهر بيك كيف يمكن للفرد تجاوز الحواجز الشخصية والمهنية للوصول إلى أعلى المستويات. في النهاية، أصبحت تلك التجهيزات الشاملة مفتاح نجاحه في الفضاء، مما يلهم الجيل الجديد من الشباب لمتابعة مسيرتهم نحو الاكتشافات العلمية.