أبدى القائد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، آراءه حول المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، معتبرًا أنها قد لا تؤدي إلى نتائج ملموسة. في كلمة ألقاها خلال ذكرى وفاة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، أكد خامنئي عدم اقتناعه بالتقدم في هذه المفاوضات، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تفرض شروطًا صارمة تتعلق ببرنامج التخصيب النووي في إيران. كما أشار إلى أن الشعب الإيراني يحتاج إلى فهم الأسباب الكامنة وراء الإصرار الغربي على تقييد التخصيب، مع تأكيده على أن هذا الموضوع سيتم توضيحه في مناسبة أخرى.
الشكوك في المحادثات النووية
تعد هذه التصريحات تطورًا جديدًا في التوترات بين طهران وواشنطن، حيث شدد خامنئي على أن الاعتماد على التخصيب جزء أساسي من سياسة إيران، رغم المعارضة الدولية. في السياق نفسه، أعلن كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني، تلقي اقتراح لجولة جديدة من المفاوضات، مما يعكس استمرارية الجهود رغم التحديات. بدأت هذه المحادثات في 12 أبريل بوساطة عمانية، وشملت أربع جولات سابقة انعقدت في مسقط وروما، حيث ركزت على حل الخلافات المتعلقة ببرنامج إيران النووي. الوفد الإيراني، برئاسة وزير الخارجية عباس عراقجي، يؤكد حق إيران في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية فقط، بينما يرى الجانب الأمريكي، ممثلًا في المبعوث الخاص ستيفن ويتكوف، أن هذه العملية تشكل تهديدًا محتملًا.
في الفقرات السابقة، يبرز الخلاف الرئيسي حول مستويات التخصيب، حيث أكد عراقجي أن إيران ستتابع عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وذلك سواء تم الوصول إلى اتفاق أم لا. هذا الرقم يتجاوز الـ 3.67% المحدد في الاتفاق النووي لعام 2015، لكنه لا يصل إلى الـ 90% المطلوبة للاستخدامات العسكرية، وفقًا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. يُعزى هذا الإصرار الإيراني إلى الحاجة إلى الطاقة السلمية، مع نفي أي نوايا عسكرية، مما يعمق الفجوة مع الولايات المتحدة التي ترى في ذلك خرقًا للاتفاقات الدولية.
تطورات التفاوض النووي
مع استمرار الجولات التفاوضية، يبدو أن الطرفين يسعيان إلى حل وسط، لكن الخلافات تظل بارزة. عقدت الجولة الأولى في 12 أبريل في مسقط، تلتها جولة ثانية في 19 أبريل في روما، ثم جولتين إضافيتين في 26 أبريل و11 مايو في العاصمة العمانية. هذه اللقاءات غير المباشرة تبرز التعقيدات في العلاقات الدبلوماسية، حيث يرفض المسؤولون الإيرانيون أي قيود تمنعهم من ممارسة حقهم في التخصيب، معتبرين أنها جزء من سيادتهم الوطنية. من ناحية أخرى، يؤكد الجانب الأمريكي على ضرورة الالتزام بالمعايير الدولية لتجنب تصعيد التوترات.
في هذا السياق، يستمر النقاش حول مستقبل الاتفاق النووي، مع احتمالية أن تؤدي المفاوضات المستمرة إلى تعديلات جديدة. إيران ترى في التخصيب أداة لضمان استقلالها الطاقي، بينما الولايات المتحدة تخشى من أن يؤدي ذلك إلى انتهاكات قد تهدد السلام الدولي. كما أن تصريحات خامنئي تضيف طبقة جديدة من الغموض، حيث يشير إلى أنه سيوضح للشعب الإيراني الأسباب الدقيقة للإصرار الغربي على هذه القيود. بالرغم من ذلك، فإن الجهود الديبلوماسية تستمر، مع تركيز على إيجاد توافق يحافظ على مصالح جميع الأطراف. في الختام، يبقى مستقبل المحادثات مفتوحًا للتطورات، مع أمل في تجنب أي تصعيد قد يؤثر على المنطقة بأكملها.
تعليقات