وزير الاتصالات يفتتح منتدى تكنولوجيا الجيل الخامس بحضور مستشار الرئيس الأمريكي

افتتح الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، منتدى تكنولوجيا الجيل الخامس، الذي يركز على استكشاف مستقبل الاتصالات والبنية التحتية الرقمية. حضر المنتدى مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق أوسطية والأفريقية، إلى جانب سفراء الولايات المتحدة، بعثة الاتحاد الأوروبي، فنلندا، السويد، واليابان. كما شارك أكثر من 120 شخصية من صناع القرار، بما في ذلك مسؤولون حكوميون، ممثلو شركات الاتصالات العالمية والمحلية، وخبراء دوليين، لمناقشة فرص نشر تقنيات الجيل الخامس وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

منتدى تكنولوجيا الجيل الخامس في مصر

في كلمته الأولى، أكد الدكتور عمرو طلعت أن مصر اتبعت رؤية طموحة خلال العقد الماضي لتحقيق التحول الرقمي، حيث تحول قطاع الاتصالات من مجرد خدمات إلى محرك أساسي للإنتاج الاقتصادي. هذه الرؤية ترمي إلى بناء اقتصاد ذكي وتنافسي، يضع التكنولوجيا في خدمة المواطنين لتعزيز النمو وخلق فرص العمل. شهد القطاع تطورات هائلة بفضل الاستثمارات في البنية التحتية، مما ساهم في توسيع نطاق الخدمات لملايين المواطنين. على سبيل المثال، منحت مصر أول رخصة لشبكات الجيل الخامس في أوائل 2024، وتم منح جميع شركات الاتصالات التراخيص بحلول نهاية العام، مع استثمارات بلغت 2.7 مليار دولار منذ 2019. كما شدد على أهمية تقنيات مثل Open RAN لتعزيز التنافسية وخفض التكاليف، بالإضافة إلى التعاون الدولي لضمان توافق الاستراتيجيات مع المعايير العالمية.

تطورات تقنيات الجيل الخامس

يُعد انتشار تقنيات الجيل الخامس قفزة نوعية تعيد تشكيل الحياة اليومية، حيث تتجاوز تحسين سرعة الإنترنت لتشمل تطبيقات في الرعاية الصحية، الزراعة، النقل، والصناعة. في مصر، بلغ عدد الأسر المتصلة بالإنترنت الثابت أكثر من 12.7 مليون أسرة، بما في ذلك المناطق الريفية، مع ارتفاع متوسط سرعة الإنترنت 13 ضعفًا، مما جعل مصر في صدارة دول القارة الإفريقية. ومن المخطط توصيل كابلات الألياف الضوئية إلى 50% من مستخدمي الإنترنت الثابت خلال السنوات الخمس المقبلة عبر مبادرات القطاع الخاص. كما وصل عدد الاشتراكات في خدمات الهاتف المحمول إلى حوالي 120 مليون مشترك في 2024، مع نمو استخدام الإنترنت المتنقل بنسبة أكثر من 10% في عام واحد. خدمات مثل eSIM وWiFi Calling تم إطلاقها لضمان الاتصال المستمر في المناطق النائية دون تكاليف إضافية، ضمن استراتيجية شاملة للتنمية الرقمية التي تعزز الحوكمة والمساواة.

أبرز المنتدى دور التكنولوجيا في تحسين حياة المواطنين، مثل تمكين الشباب من الابتكار وريادة الأعمال، وتوفير الوصول إلى الخدمات الحكومية في المناطق النائية. أعرب الدكتور طلعت عن ترحيب مصر بجميع الشركاء والمستثمرين لتعزيز البيئة الاستثمارية، مع الاعتراف بالتعاون القوي مع الاتحاد الأوروبي، فنلندا، اليابان، السويد، والولايات المتحدة. مسعد بولس أكد أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الشراكات في تقنيات الجيل الخامس لتعزيز الأمن والازدهار المتبادل. أما سفيرة بعثة الاتحاد الأوروبي، أنجلينا إيخهورست، فقد وصفت التحول إلى الجيل الخامس بأنه خطوة استراتيجية تجعل مصر مركزًا رقميًا إقليميًا. كما شددت سفيرة فنلندا، ريكا إيلا، على أهمية التعاون بين السلطات ومزودي الشبكات لضمان الاتصال الآمن، بينما أكد سفير السويد، داج يولين-دانفيلت، على أهمية الأمن السيبراني كجزء أساسي من البنية التحتية.

جدول أعمال المنتدى شمل مناقشة خمسة محاور رئيسية: الأطر التنظيمية لشبكات آمنة، تطبيقات الجيل الخامس في القطاعات المختلفة، تأمين الشبكات من منظور الأمن السيبراني، تقنية Open RAN، وتعزيز البنية التحتية عبر الكابلات البحرية ومراكز البيانات. حضر الفعاليات مسؤولون بارزون مثل المهندس محمد شمروخ، رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والمهندس محمد نصر، رئيس الشركة المصرية للاتصالات. يُمثل هذا المنتدى منصة دولية حيوية لتعزيز الاستثمارات والتعاون عابر الحدود، مع التأكيد على التزام مصر ببناء مجتمع رقمي يعزز التنمية والابتكار.