عبدالله بن طوق يعزز الشراكة الاقتصادية مع إيطاليا وسان مارينو

عبدالله بن طوق يبحث مع وزراء في إيطاليا وسان مارينو لتنمية الشراكة الاقتصادية

المقدمة

في خطوة تؤكد على التزام الإمارات العربية المتحدة بتعزيز الشراكات الدولية، قام صاحب السمو الشيخ عبدالله بن طوق الأل مكتوم، وزير الاقتصاد في الإمارات، بزيارة رسمية إلى إيطاليا وسان مارينو، بهدف مناقشة سبل تنمية الشراكة الاقتصادية بين البلدان. الزيارة، التي جاءت في سياق جهود دولية لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، شكلت فرصة لتعزيز التعاون في مجالات عدة، بما في ذلك الاستثمارات، التجارة، والابتكار. يُعتبر هذا اللقاء امتدادًا لاستراتيجية الإمارات نحو بناء جسور اقتصادية قوية مع دول الاتحاد الأوروبي، خاصة في ظل التحول الاقتصادي العالمي بعد جائحة كورونا.

تفاصيل الاجتماعات والمناقشات

خلال الزيارة، التي استمرت عدة أيام، التقى صاحب السمو الشيخ عبدالله بن طوق بوزراء الاقتصاد والتجارة في إيطاليا وسان مارينو، حيث ركزت المناقشات على تحقيق نمو مشترك في مختلف القطاعات الاقتصادية. في إيطاليا، التي تعد واحدة من أكبر اقتصادات أوروبا، بحث سمو عبدالله مع الوزراء الإيطاليين، مثل وزير الاقتصاد جيوفاني مانيري، فرص تعزيز الاستثمارات في مجالات الطاقة المتجددة، التكنولوجيا، والسياحة. وفقًا للبيانات الرسمية، بلغ حجم التجارة بين الإمارات وإيطاليا أكثر من 5 مليارات دولار أمريكي في العام الماضي، وتهدف هذه المناقشات إلى رفع هذا الرقم بنسبة 20% على الأقل خلال السنوات الخمس القادمة.

أما في سان مارينو، الدولة الأوروبية الصغيرة المجاورة لإيطاليا، فقد ركز اللقاء مع وزراء الاقتصاد هناك على تعزيز الشراكات في مجال الابتكار الرقمي والتعليم. سان مارينو، على الرغم من حجمها الجغرافي، تمتلك اقتصادًا مترابطًا مع إيطاليا، وتسعى لجذب الاستثمارات الخارجية من دول مثل الإمارات لتطوير قطاعاتها. تم مناقشة إمكانية إنشاء شراكات في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، التجارة الإلكترونية، والصناعات الدوائية، حيث أكد سمو عبدالله على أن الإمارات مستعدة لتقديم الدعم الفني والاستثماري لتحقيق هذه الأهداف.

كما شملت الاجتماعات مناقشة قضايا عالمية مشتركة، مثل الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر والاستدامة البيئية. في ظل اتفاقيات باريس للمناخ، أكد الجانبان على أهمية التعاون في مشاريع الطاقة الشمسية والرياح، حيث يمتلك الإمارات خبرة واسعة في هذا المجال من خلال مشاريعها في أبو ظبي ودبي. هذه المناقشات لم تكن محصورة بالحكومات فقط، بل شملت لقاءات مع ممثلي القطاع الخاص في إيطاليا وسان مارينو، مما يعكس النهج الشمولي للإمارات تجاه الشراكات الاقتصادية.

أهمية الشراكة الاقتصادية

تأتي هذه الاجتماعات في وقت حيوي، حيث يواجه العالم تحديات اقتصادية ناتجة عن التغيرات الجيوسياسية والتباطؤ الاقتصادي. بالنسبة للإمارات، فإن تعزيز الشراكة مع إيطاليا وسان مارينو يعزز مكانتها كمركز تجاري عالمي، خاصة مع خططها للوصول إلى رؤية 2031، التي تركز على التنويع الاقتصادي والابتكار. أما بالنسبة لإيطاليا، فإن التعاون مع الإمارات يفتح أبوابًا للاستثمارات في الشرق الأوسط، حيث يمكن للشركات الإيطالية الاستفادة من الخبرات الإماراتية في مجالات اللوجستيات والتجارة الدولية.

في سان مارينو، التي تعتمد جزئيًا على الإيرادات السياحية والمالية، يمثل هذا اللقاء فرصة لتوسيع قاعدتها الاقتصادية من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية، مما يدعم تنميتها المستدامة. وفقًا لمنظمة التجارة العالمية، فإن مثل هذه الشراكات يمكن أن تضاعف حجم التجارة بنسبة تصل إلى 30% في غضون خمس سنوات، مما يعزز النمو الاقتصادي للجميع.

الخاتمة

في الختام، تجسد زيارة صاحب السمو الشيخ عبدالله بن طوق إلى إيطاليا وسان مارينو قيم التعاون الدولي والتفاؤل الاقتصادي. بفضل هذه الاجتماعات، من المتوقع أن تنشأ اتفاقيات ومشاريع مشتركة تسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي العالمي. يؤكد هذا اللقاء على أن الإمارات مستمرة في بناء جسور الثقة مع دول العالم، مما يعزز مكانتها كشريك موثوق في الساحة الدولية. مع استمرار الجهود في تنفيذ الاتفاقيات الناتجة عن هذه المناقشات، من المؤمل أن يشهد العالم نموًا اقتصاديًا شاملاً ومستدامًا في السنوات المقبلة.