تسلط تقارير منظمة أوابك الضوء على التقدم الملحوظ في مجال الطاقة النظيفة، حيث أظهرت أحدث الإحصاءات أن مصر تقود الدول العربية في قطاع مشاريع الهيدروجين والأمونيا، مع إجمالي يصل إلى 38 مشروعًا متنوعًا. هذا النشاط يعكس الجهود المكثفة لتعزيز الشراكات الدولية، من خلال توقيع مذكرات تفاهم مع كيانات عالمية رائدة، لتطوير مشاريع الإنتاج والتطبيقات المتعددة لهذا الوقود النظيف، بالإضافة إلى دعم البحوث العلمية المرتبطة به.
مشاريع الهيدروجين في الدول العربية حسب تقرير أوابك
في الربع الأول من عام 2025، شهدت الدول العربية استمرارًا في بناء شراكات دولية قوية، مما أدى إلى ارتفاع كبير في عدد المشاريع المعلنة لإنتاج ونقل واستخدام الهيدروجين، حيث بلغت حوالي 130 مشروعًا بطاقات إنتاجية متنوعة وفي مراحل تطوير مختلفة. هذا الرقم يمثل تقريبًا أربعة أضعاف المشاريع التي أعلن عنها في عام 2021، مما يعكس الالتزام الاستراتيجي للدول العربية بتحويل الطاقة المستدامة إلى واقع. تم تصنيف هذه المشاريع بناءً على مراحل تطورها، حيث تشمل بعضها دراسات أولية مدعومة بمذكرات تفاهم مع المستثمرين، بينما تشمل أخرى توقيع اتفاقيات إطارية أو قرارات استثمار نهائية مع عقود بيع ملزمة. في هذا السياق، تميزت مصر كمحرك رئيسي، حيث تركز معظم مشاريعها، والبالغ عددها 38، على إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، مع تركيز كبير في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. هناك، قامت الهيئة العامة للمنطقة بتوقيع حوالي 30 مذكرة تفاهم، أدت إلى تفعيل 14 منها، مما نتج عنه توقيع 11 اتفاقية إطارية. يتوقع أن يصل الإنتاج السنوي الإجمالي لهذه المشاريع، عند إكمال مراحلها، إلى حوالي 18 مليون طن سنويًا، مما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة النظيفة.
تطورات في قطاع الأمونيا المتجدد
مع تزايد الاهتمام العالمي بالطاقة المستدامة، أصبح قطاع الأمونيا المتجدد جزءًا أساسيًا من الاستراتيجيات الاقتصادية في الشرق الأوسط، حيث يساهم في تقليل انبعاثات الكربون ودعم الاقتصاد الأخضر. في مصر، على سبيل المثال، تشكل المشاريع المرتبطة بالأمونيا الخضراء جزءًا كبيرًا من الـ38 مشروعًا المعلن عنها، مع التركيز على الاستخدامات الصناعية والتصديرية. هذه المبادرات ليست مقتصرة على الإنتاج فحسب، بل تشمل أيضًا تحسين تقنيات النقل والتخزين، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الدولي. على مستوى الدول العربية الأخرى، مثل السعودية والإمارات، تشهد مشاريع مماثلة تقدمًا سريعًا، حيث يتم دمج تقنيات متقدمة لتحويل الطاقة المتجددة إلى أمونيا خضراء، مما يدعم الأهداف المناخية العالمية. هذا التطور يعني زيادة الفرص الاقتصادية، مع توقعات بأن يؤدي إلى خلق آلاف فرص العمل في قطاعات الطاقة والصناعة. كما أن هذه المشاريع تخدم أيضًا في تعزيز الأمن الطاقي، من خلال توفير بدائل مستدامة للوقود التقليدي. في الختام، يمثل هذا القطاع خطوة حاسمة نحو مستقبل أكثر أمانًا بيئيًا، حيث تستمر الدول العربية في بناء جسور الشراكة الدولية لتحقيق التنمية المستدامة.
تعليقات