في عالم التواصل الاجتماعي الذي يتطور بسرعة، يواجه المراهقون تحديات كبيرة في التعامل مع المحتوى الرقمي. تشير تقارير حديثة إلى أن منصات مثل إنستجرام، التابعة لشركة ميتا، قد تكون غير كافية في حماية المستخدمين الشباب، حيث يتم تقديم محتوى جنسي وغير آمن على نطاق واسع رغم الإجراءات المتخذة.
تحقيق يفضح تقديم إنستجرام محتوى جنسيًا للمراهقين
بحسب تحقيق أُجري مؤخرًا، كشفت منظمة غير ربحية متخصصة في حقوق الشباب، بالتعاون مع جهات مراقبة، أن حواجز إنستجرام المخصصة لحماية المراهقين قد فشلت في الوفاء بوعودها. تم إنشاء خمسة حسابات تجريبية لمستخدمين يُفترض أنهم مراهقون، مدعومة بتقنية كشف العمر، والتي كانت من المفترض أن تجعل الحسابات خاصة وتحجب الكلمات المسيئة والرسائل من الغرباء. ومع ذلك، خلال فترة اختبار قصيرة، تلقت جميع هذه الحسابات محتوى جنسيًا غير لائق، رغم تفعيل فلاتر المحتوى الحساس. يشير التقرير إلى أن أربعة من خمسة حسابات عرضت توصيات خوارزمية تتعلق بصورة الجسم واضطرابات التغذية، مما يعكس عيوبًا خطيرة في الخوارزميات المستخدمة.
كما أفاد معظم المشاركين في التحقيق بأنهم تعرضوا لضغوط نفسية أثناء استخدام هذه الحسابات، حيث شكل حوالي 55% من المحتوى المبلغ عنه أفعالًا جنسية أو صورًا مشابهة، جمع بعضها ملايين الإعجابات. قال أحد المختبرين إن نسبة كبيرة من المحتوى في موجزه كانت تركز على العلاقات الجنسية أو النكات البذيئة، دون الوصول إلى الصراحة المباشرة، لكنها كافية لإثارة القلق. بالإضافة إلى ذلك، روجت الخوارزمية لمحتوى ضار آخر، مثل تعزيز أنماط الجسم “المثالية”، والسخرية من العادات الغذائية، وتشجيع استهلاك الكحول أو المنشطات لتحقيق مظهر جسدي معين، مما يهدد صحة الشباب النفسية والجسدية.
دراسة تكشف فجوات في حماية المراهقين
وتستمر القضية في التفاقم مع الكشف عن أنواع أخرى من المحتوى الضار الذي تجاوز الفلاتر المزعومة. على سبيل المثال، شهدت الحسابات التجريبية عرض مواد عنصرية، ومعادية للمثلين، وكارهة للنساء، بالإضافة إلى مقاطع فيديو تظهر العنف المسلح أو العنف المنزلي. هذه المقاطع لاقت تفاعلات هائلة، مما يؤكد انتشارها الواسع. يؤكد التقرير أن بعض الحسابات لم تتلقَ أي عناصر تحكم في المحتوى الحساس، ولم تحظَ بحماية من التعليقات المسيئة، رغم ادعاءات ميتا بتعزيز السلامة الرقمية.
ليس هذا حدثًا معزولًا، حيث كشفت تسريبات سابقة في عام 2021 عن تأثير إنستجرام السلبي على صحة الفتيات الشابات، خاصة فيما يتعلق بصورة الجسم والصحة النفسية. ومع ذلك، دافعت ميتا عن نفسها، مدعية أن تقرير التحقيق يحتوي على أخطاء، وأن ملايين المراهقين يستخدمون المنصة بشكل أكثر أمانًا الآن بفضل التحديثات الأخيرة. وفقًا للشركة، فإنها تقوم بتحقيق في هذه التوصيات الضارة، وأعلنت عن توسيع حماية المراهقين لتشمل منصات أخرى مثل فيسبوك وماسنجر. رغم ذلك، يظل السؤال قائمًا حول فعالية هذه الإجراءات في مواجهة التحديات المتزايدة للتواصل الاجتماعي، مع ضرورة فرض تنظيمات أكثر صرامة لضمان بيئة آمنة للشباب.
تعليقات