أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، حرص لبنان على تعزيز أواصر التعاون مع سورية، خاصة في مواجهة التحديات الإقليمية المشتركة. هذا القول يعكس التوجهات الدبلوماسية الحالية للبنان نحو بناء جسور مع جيرانه، مع التركيز على حلول عملية لقضايا مثل ملف النازحين السوريين، حيث أكد عون ضرورة تنسيق فعال مع دمشق لضمان عودة آمنة وكريمة للنازحين إلى بلادهم. وفي السياق نفسه، أشار إلى دعم لبنان لكل الجهود الدولية التي تهدف إلى حفظ وحدة سورية وسيادتها، معتبراً أن رفع العقوبات عنها يمثل خطوة إيجابية قد تساهم في تعافيها الاقتصادي وتعزيز الاستقرار في المنطقة. كما شدد على أن تحقيق سلام دائم يتطلب عدالة شاملة، مشدداً على جاهزية لبنان للعمل مع الشركاء الدوليين لتحقيق ذلك.
حرص لبنان على العلاقات مع سورية
في هذا السياق، يبرز حرص لبنان على تطوير علاقاته مع سورية كخطوة أساسية لمواجهة التحديات الأمنية والإنسانية المشتركة. خلال المؤتمر، أوضح عون أن التنسيق مع دمشق يمثل أولوية قصوى، لا سيما فيما يتعلق بإدارة تدفق النازحين، حيث يرى أن عودتهم المنظمة إلى سورية يمكن أن تخفف العبء على لبنان اقتصادياً واجتماعياً. ومن جانبه، أكد الرئيس السيسي التزام مصر بالوقوف إلى جانب لبنان، سواء في تعزيز استقراره الداخلي أو في صون سيادته الكاملة. رفض السيسي بشدة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الأراضي اللبنانية، مؤكداً أن مثل هذه الأفعال تهدد السلام في المنطقة بأكملها. كما دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في إعادة إعمار لبنان، محثاً المنظمات الدولية والدول المانحة على المساهمة الفاعلة لإعادة لبنان إلى مساره الطبيعي نحو السلام والتعايش السلمي. هذه التصريحات تعكس رؤية مشتركة بين الجانبين لتعزيز الروابط الإقليمية.
أهمية التنسيق مع دمشق
في ظل التحديات الراهنة، يعد التنسيق مع دمشق عنصراً حاسماً لتحقيق استقرار شامل في الشرق الأوسط. أكد الرئيس عون أن لبنان لن يتوانى عن العمل الجماعي مع سورية لمعالجة القضايا المشتركة، مثل ملف اللاجئين الذي يشكل عبئاً ثقيلاً على الاقتصاد اللبناني، حيث يتجاوز عددهم ملايين الأشخاص. ومن جانبه، رأى السيسي أن هذا التنسيق يجب أن يمتد إلى مجالات أخرى، مثل التبادل الاقتصادي والثقافي، لتعزيز الروابط التاريخية بين البلدان. وأضاف أن مصر ستظل حليفاً قوياً للبنان، مضيفاً أن التعاون بين البلدين يعود تاريخه إلى عصور قديمة، حيث كان هناك تفاعل حضاري بين المصريين القدماء والفينيقيين، وفي العصر الحديث، تشمل ذلك الجهود المشتركة في المجالات الثقافية والأدبية. هذا التعاون الثنائي بين مصر ولبنان يمثل نموذجاً للعلاقات العربية، حيث يهدف إلى تعزيز السلام والتطور في المنطقة. ومع ذلك، أكد السيسي أهمية العمل المشترك لإعادة لبنان إلى دوره التقليدي كمنارة للثقافة والتنوير، خاصة في مواجهة التحديات الإقليمية. كما أعرب عن تفاؤله بأن مثل هذا التنسيق سيساهم في تحقيق استقرار دائم، مشدداً على أن سلام العدالة هو السبيل الوحيد لسلام مستدام.
أما في التفاصيل الإضافية، فإن الرئيسين ركزا على أن التعاون بين مصر ولبنان ليس جديداً، بل يمتد عبر التاريخ، حيث كانت مصر واحدة من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية رسمية مع لبنان في الأربعينات. هذا الارث يشمل مساهمات مشتركة في مجالات الشعر والكتابة والفنون، مما يعزز من أهمية بناء جسور ثقافية إلى جانب الجهود السياسية. وفي الختام، دعا كلا الرئيسين إلى تعزيز الجهود الدولية لتحقيق السلام، مؤكدين أن الاستقرار في المنطقة يتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف. هذه التصريحات تظهر التزاماً واضحاً بتعزيز الأواصر العربية في وجه التحديات، مما يفتح الباب لمزيد من التعاون في المستقبل.
تعليقات