في شهر مايو الماضي، حققت شركة خالدة للبترول إنجازًا بارزًا من خلال اكتشاف غازي مهم في منطقة جنوب NUT-1 بالصحراء الغربية، مما يعزز من إمكانيات قطاع الطاقة في مصر. هذا الاكتشاف يأتي كخطوة إيجابية في مسيرة تعظيم الإنتاج الطبيعي، حيث أكدت التسجيلات الكهربائية وجود شواهد غازية واضحة في طبقة رمال الشفا ضمن المكون الباليوزوي، بسمك صافي يصل إلى 253 قدم. يتوقع أن يضيف هذا الكشف إحتياطيًا يقدر بـ 12.5 مليون برميل زيت مكافئ، تشمل 62.7 مليار قدم مكعب من الغاز و1.15 مليون برميل من المتكثفات، مما يعكس الوعد الكبير للمنطقة في دعم احتياجات الطاقة المحلية والإقليمية.
كشف جنوب NUT-1 بالصحراء الغربية
هذا الكشف الناجح يمثل خطوة أساسية في استراتيجية التنمية لشركة خالدة، حيث تميزت عملية الحفر بتقنيات متقدمة ساهمت في تحديد الطبقات الغنية بالغاز. قبل البدء في حفر البئر، كان التقدير الأولي للإحتياطيات حوالي 12.5 مليون برميل زيت مكافئ، مع تركيز على الغاز كمورد رئيسي. حاليًا، تجري العمليات لقياس الضغوط داخل البئر، مع خطط لإجراء اختبارات شاملة في أقرب وقت ممكن لتقييم الجودة والكمية بدقة. بالإضافة إلى ذلك، تم وضع خطة لإكمال مشروع يشمل مد خط إنتاج بقطر 10 بوصات وعرض 23 كم، مع استثمارات تقدر بـ 10 ملايين دولار لدعم البنية التحتية اللازمة. هذه الخطوات تهدف إلى تعزيز الإنتاج العام، حيث يتوقع أن يصل الإنتاج اليومي من هذه البئر إلى 30 مليون قدم مكعب من الغاز، مما يساهم في زيادة الكفاءة التشغيلية.
اكتشافات الغاز في المناطق الاستكشافية
في ضوء هذا الاكتشاف، يجري العمل على تعزيز الجهود الاستكشافية من خلال خطة شاملة تشمل حفر عدة آبار إضافية في المنطقة، بهدف تعظيم الإنتاج من الغاز الطبيعي في السنوات المقبلة. هذه الخطة تتوافق مع جهود وزارة البترول والثروة المعدنية في تشجيع الشركات على زيادة أنشطة الحفر، مما يبرز الإمكانيات الواعدة لقطاع الطاقة المصري. على سبيل المثال، يركز التركيز على استغلال الطبقات الغنية بالموارد مثل طبقة رمال الشفا، التي أثبتت قدرتها على توفير كميات كبيرة من الغاز. هذا النهج ليس فقط يعزز الأمن الطاقي المحلي، بل يفتح أبوابًا للتعاون الدولي وجذب الاستثمارات الجديدة. كما أن الاستثمارات المنخفضة نسبيًا في مشروع الخط الإنتاجي تشير إلى نموذج اقتصادي فعال، حيث يمكن تحقيق عوائد سريعة من خلال الإنتاج المستدام. في السياق الأوسع، يساهم هذا الكشف في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة النظيفة، خاصة مع التوجه العالمي نحو الغاز كبديل أقل انبعاثات عن الوقود الأحفوري التقليدي. بفضل هذه الجهود، من المتوقع أن تشهد المنطقة زيادة في معدلات الإنتاج، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويلبي الطلب المتزايد على الطاقة. في الختام، يمثل اكتشاف جنوب NUT-1 نموذجًا للابتكار في مجال الطاقة، حيث يجمع بين التقنية المتقدمة والتخطيط الاستراتيجي لتحقيق نمو مستدام.
تعليقات