ناسا تواصل بناء تلسكوب رومان الفضائي رغم تحديات الميزانية
مهندسو ناسا أكملوا بنجاح اختبار نصفي حاسم لتلسكوب نانسي جريس رومان الفضائي، مما يمثل خطوة أساسية نحو ضمان أداء هذا المرصد المتقدم عند وصوله إلى الفضاء. هذا الإنجاز يأتي في وقت تشهد فيه الوكالة جهوداً مستمرة للتغلب على التحديات المالية، حيث يواصل الفريق العمل على دمج العناصر الرئيسية للتلسكوب. وفقاً لقيادة المهندس جاك مارشال في مركز جودارد لرحلات الفضاء، فإن هذا التقدم يمهد الطريق لتركيب واقي الشمس ومصفوفة الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى إجراء اختبارات بيئية إضافية قبل ربط الأجزاء الرئيسية. من المتوقع أن يصل التلسكوب إلى الفضاء في أوائل عام 2027، لكنه قد يواجه تأخيرات بسبب اقتراحات البيت الأبيض بخفض ميزانية ناسا بنسبة 24% عام 2026، مما يهدد مشاريع كبرى أخرى مثل محطة جيتواي حول القمر وبرنامج إعادة عينات المريخ. رغم ذلك، تظل ناسا ملتزمة بتقدم عملها على هذا المشروع، الذي يعد جزءاً حاسماً من استكشاف الكون.
تقدم عمليات تجميع المرصد الفضائي الروماني
في الشهر الماضي، قام المهندسون بتثبيت غطاء الفتحة القابل للنشر والشبيه بمظلة شمسية للتلسكوب، مما يعزز من قدرته على مواجهة الظروف القاسية في الفضاء. هذه الإضافة تأتي بعد تركيب ألواح الطاقة الشمسية التجريبية في مارس، حيث نقل الإعداد الكامل إلى غرفة محاكاة بيئية في مركز جودارد خلال أبريل. هذه الغرفة تعيد إنتاج درجات الحرارة المتطرفة، من الحرارة الشديدة إلى البرودة القارسة، لاختبار مدى تحمل التلسكوب لهذه الشروط. هذه الخطوات تضمن أن تلسكوب رومان سيتمتع بأداء مثالي، خاصة في مهامه الرئيسية مثل مراقبة الكواكب الخارجية والتوزع الكوني، مما يعزز فهمنا للكون المبكر.
مع اقتراب الإطلاق، يواجه مشروع تلسكوب رومان تحديات مالية كبيرة، حيث تشير الوثائق الحكومية إلى أن خفض الميزانية قد يؤثر على تمويل مشاريع ناسا الأخرى مثل تلسكوب هابل أو جيمس ويب، مع إمكانية إغلاق مرفقات رئيسية. ومع ذلك، يستمر الفريق في العمل بكفاءة، حيث يجري الآن اختبارات شاملة لضمان دمج جميع الأجزاء بسلاسة. هذا الالتزام يعكس رؤية ناسا في تعزيز الابتكار الفضائي، حيث يمكن لتلسكوب رومان أن يقدم رؤى ثورية حول النجوم والمجرات، مساهمة في تقدم العلوم الفلكية عالمياً. من المهم أن نلاحظ كيف يساعد هذا المشروع في توسيع نطاق الاستكشاف البشري، حيث يمكن أن يكشف عن عالم جديد من الأسرار الكونية، بما في ذلك توزيع المادة المظلمة والطاقة المظلمة.
في المقابل، يبرز هذا المشروع كعنصر حاسم في استراتيجية ناسا للتعافي من التحديات المالية، حيث يتم التركيز على تحقيق أهداف علمية دون التأثر بقطوع الميزانية المحتملة. المهندسون يعملون الآن على تحسين الأداء العام، بما في ذلك تكامل الأجهزة الدقيقة التي ستسمح للتلسكوب بإلتقاط صور فنية للكون. هذه الجهود ليس فقط تعزز من سمعة ناسا كقائدة في مجال الفضاء، بل تفتح أبواباً للتعاون الدولي، مما قد يؤدي إلى دعم إضافي في حالة الحاجة. باختصار، يمثل تلسكوب رومان خطوة كبيرة نحو فهم أعمق للكون، رغم التحديات، مما يعكس إصرار ناسا على الابتكار والتقدم.
تعليقات