افتتاح معرض “حلي الكرنك الذهبية” يبهر زوار متحف الأقصر للفن المصري القديم.. شاهد الصور!
في إطار الاحتفالات بعيد المتاحف العالمي، أقيم حدث أثري بارز في متحف الأقصر للفن المصري القديم، حيث تم الكشف عن كنوز تراثية تعيد رواية فصول من تاريخ الحضارة المصرية القديمة. هذا الحدث يبرز الجهود الدؤوبة للمؤسسات الثقافية في تعزيز السياحة في مصر والحفاظ على الآثار المصرية، مما يعكس أهمية التراث في بناء الهوية الوطنية.
افتتاح معرض حُلي الكرنك الذهبية
شهد متحف الأقصر للفن المصري القديم، افتتاح معرض أثري مؤقت بعنوان “حُلي الكرنك الذهبية”، الذي يحتفل بأحد أبرز الاكتشافات الأثرية الحديثة. افتتح المعرض الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بحضور عدد من الشخصيات البارزة مثل نائب محافظ الأقصر الدكتور هشام أبو زيد، والمستشار الثقافي الفرنسي بالقاهرة السيد ديفيد سادوليه، والدكتور أنطوان بوتي الرئيس التنفيذي للمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي. كما حضر أعضاء من مجلس النواب بالأقصر وقيادات من المجلس الأعلى للآثار والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، بالإضافة إلى رؤساء البعثات المصرية والفرنسية.
يعرض المعرض مجموعة فريدة من الحلي الذهبية، تعود إلى بداية الأسرة السادسة والعشرين، وتم الكشف عنها داخل إناء فخاري محفوظ جيدًا خلال أعمال بعثة أثرية مشتركة بين مصر وفرنسا. هذه البعثة، المرتبطة بالمركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك والمجلس الأعلى للآثار، أجرت أعمالها شمال معبد الكرنك، مما أدى إلى إلقاء الضوء على النشاط الديني والحرفي في تلك المنطقة خلال العصر المتأخر. أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد أن هذا المعرض يشكل جزءًا من مشروع تطوير وتوسعة المتحف المفتوح، الذي أعلن عنه رسميًا في أكتوبر 2024، حيث تسهم المعروضات في تعزيز فهمنا للأنشطة الاقتصادية والثقافية في الحضارة المصرية القديمة.
الكنوز الذهبية في منطقة الكرنك
تشمل القطع المعروضة في المعرض مجموعة متنوعة من الجواهر والتمائم، التي تعكس عمق المهارة الفنية في العصر الفرعوني. من بين أبرز هذه القطع، خواتم ذهبية ومعدنية تتميز بتصميماتها الدقيقة، إلى جانب تمائم صغيرة مصنوعة من الذهب تمثل الثالوث المقدس في الكرنك: الإله آمون، وموت، وخونسو. كما يبرز بروشات معدنية وتمائم مجسمة لآلهة على شكل حيوانات، بالإضافة إلى مئات الخرزات المغطاة بالذهب. أحد أبرز العناصر هو خاتم مصنوع من حجر الشست الأخضر، المنقوش بنص احتفالي بأعياد رأس السنة يهتف بمجد الإله آمون، وخاتم ذهبي آخر يحمل اسم الإلهة موت مرفقًا بلقب يشير إلى مواكب النيل. هناك أيضًا قطعة ذهبية صغيرة تصور إلهة على هيئة لبؤة، يُعتقد أنها تمثل سخمت أو موت، مما يربطها ارتباطًا وثيقًا بالتراث الديني في معابد الكرنك.
أوضح الدكتور عبد الغفار وجدي، مدير عام آثار الأقصر ورئيس البعثة المصرية-الفرنسية، أن هذه المجموعة تمثل إضافة علمية هائلة الأهمية. اكتشفت في منطقة تنقيب واعدة شمال معبد الكرنك، حيث كشفت البعثة عن مبانٍ ضخمة من الطوب اللبن، يُعتقد أنها كانت ورشًا أو مخازن لخدمة المعبد وأماكن العبادة المحيطة. بدأت أعمال البعثة في نوفمبر 2024، وأظهرت ملامح منطقة اقتصادية وحرفية نشطة، حيث تشير الحلي المكتشفة إلى وجود ورشة متخصصة في صناعة المجوهرات. هذا الاكتشاف يعزز فهمنا للنشاط الاقتصادي والديني في الموقع خلال العصر المتأخر، مما يدعم جهود وزارة السياحة والآثار في تعزيز السياحة في مصر والحفاظ على الآثار المصرية كجزء أساسي من الحضارة المصرية.
بشكل عام، يمثل معرض “حُلي الكرنك الذهبية” خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي بالتراث الثقافي، حيث يجمع بين التعاون الدولي والدراسات الأثرية ليكشف عن جوانب جديدة من تاريخ مصر القديم، مما يجعل هذا الحدث مصدر إلهام للباحثين والزوار على حد سواء.
تعليقات