كرش الكورتيزول: أسباب وتأثيراته على الجسم
أوضحت أخصائية التغذية رويدة إدريس أن “كرش الكورتيزول” هو حالة شائعة تتعلق بزيادة الدهون حول منطقة البطن، وهي مرتبطة بشكل مباشر بمستويات هرمون الكورتيزول في الجسم. يُعد هذا الهرمون جزءًا من آليات الجسم الطبيعية للتعامل مع الضغوط اليومية، إذ يتم إفرازه من الغدة الكظرية خلال فترات التوتر، الإجهاد، أو حتى المرض. ومع ذلك، فإن ارتفاعه المستمر يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية متعددة، مثل زيادة الوزن والشعور بالقلق والاكتئاب. في هذا السياق، غالبًا ما يلاحظ الأشخاص زيادة في حجم البطن دون أن يعزوها إلى أسباب غذائية واضحة، مما يجعل فهم هذه الظاهرة ضروريًا للحفاظ على الصحة العامة.
بطن التوتر: كيف يؤثر الإجهاد على الأكل والسلوك
يؤدي ارتفاع هرمون الكورتيزول إلى زيادة الرغبة غير المنضبطة في تناول الطعام، خاصة الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون، مما يجعل الشخص يتجه نحو الإفراط في الأكل دون سيطرة كاملة على قراراته. هذا الدافع الداخلي، الذي يشبه نداءً لا إراديًا، ينتج عن تفاعلات كيميائية في الجسم تجعل الطعام مصدرًا رئيسيًا للراحة والتهدئة المؤقتة. على سبيل المثال، أثناء فترات الضغط العملي أو الشخصي، قد يجد الفرد نفسه يتناول وجبات إضافية أو وجبات سريعة دون وعي كامل، مما يعزز من تراكم الدهون في المنطقة البطنية. وفقًا للخبراء، هذا النوع من الزيادة ليس مجرد مشكلة جمالية، بل يمكن أن يؤثر على الجهاز الهضمي والقلب، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري والضغط المرتفع.
لتجنب الوصول إلى مراحل متقدمة من هذه الحالة، يُنصح بإجراء تغييرات في نمط الحياة، مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتقليل مستويات الكورتيزول، أو اتباع نظام غذائي متوازن يركز على الفواكه والخضروات الطازجة، بالإضافة إلى تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو اليوغا. يساعد ذلك في استعادة التوازن الهرموني وتقليل الرغبة في الأكل العاطفي. كما أن مراقبة التوتر اليومي، من خلال تحديد أسبابه والبحث عن حلول عملية، يمكن أن يكون خطوة أساسية نحو منع تطور “كرش الكورتيزول”. في الواقع، يجب على الأفراد أن يولوا اهتمامًا أكبر لصحتهم النفسية، إذ إن التوتر المزمن ليس فقط يؤثر على الوزن، بل يعطل الجهود المبذولة للحفاظ على جسم صحي ومنتعش.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم هذا الهرمون في خلق دائرة مفرغة من الإجهاد والسمنة، حيث يزيد الوزن من الشعور بالإرهاق، مما يعزز من إفراز الكورتيزول. لذلك، من المهم التوعية بأهمية الراحة الكافية، حيث أن النوم الجيد لمدة 7-9 ساعات يوميًا يساعد في تنظيم هرمونات الجسم وتقليل التأثيرات السلبية. كما أن استشارة متخصصين في التغذية يمكن أن توفر برامج مخصصة للتعامل مع هذه التحديات، مع التركيز على بناء عادات صحية مستدامة. في نهاية المطاف، فهم آليات عمل “كرش الكورتيزول” يفتح الباب أمام استراتيجيات فعالة لتحسين الرفاهية العامة، مما يساعد في تحقيق توازن أفضل بين الجسم والعقل.
تعليقات