فريق سعودي يبتكر خوارزمية درون لكشف المعادن تحت الأرض

نجح فريق من 13 طالبة في جامعة الطائف في مجال هندسة الحاسب في تحقيق إنجاز بارز من خلال تطوير خوارزمية مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث تم تطبيقها على طائرة درون مصنعة بشكل ثلاثي الأبعاد من مواد بوليمراتية، لتعزيز الملاحة الذكية وكشف المعادن تحت الأرض عبر الاستشعار عن بعد. هذا الابتكار يمثل خطوة مهمة نحو حلول تقنية متكاملة تتجاوز تحديات الطرق التقليدية في استكشاف الموارد الطبيعية.

ذكاء اصطناعي في تطوير الدرونز للكشف عن المعادن

يعكس هذا المشروع الجهود الجماعية للطالبات اللواتي كن يعملن تحت إشراف الدكتور فارس المالكي، المشرف الأكاديمي في جامعة الطائف ومؤسس مجموعة بحثية تشمل باحثين دوليين. بدأت فكرة المشروع من مشاريع بحثية سابقة، حيث تم التغلب على التحديات الأولية من خلال العزم والإصرار للوصول إلى التميز. الفريق ركز على حل مشكلات مثل صعوبة الوصول إلى المواقع النائية والقيود على الأجهزة التقليدية، مما دفع لتصميم درون يجمع بين الخفة والطيران الذاتي، مع دمج جهاز كشف معادن يعتمد على تقنية Pulse Induction للكشف الدقيق.

تم تصميم هيكل الطائرة باستخدام مادة PETG المطبوعة ثلاثيًا، لضمان تقليل الوزن وزيادة المقاومة للظروف البيئية المختلفة. اعتمد الفريق على تقنيات متقدمة لتحليل البيانات، حيث تم استخدام نظام OCR لقراءة النتائج من شاشة الجهاز ونقلها تلقائيًا إلى محطة أرضية للمعالجة الذكية. يشمل المشروع مراحل متعددة، بدءًا من البحث النظري في الفصل الأول مرورًا بالاختبارات العملية في الفصل الثاني، حيث تم تدريب الدرون على الطيران الذاتي عبر خوارزمية الذكاء الاصطناعي. هذا النظام يدمج الكشف الميداني مع الطيران الآلي، مما يجعله مثاليًا للقطاعات الصناعية، الأمنية، والتعدين.

انقسم الفريق إلى ثلاثة فرق رئيسية لضمان التكامل التام: الفريق الأول ركز على تصنيع هيكل الدرون ونظام الاتصال، الفريق الثاني على تطوير التحكم الذاتي، والفريق الثالث على دمج نظام الكشف عن المعادن. رغم هذا التقسيم، بقي العمل مترابطًا، مع التأكيد على اطلاع كل عضوة على جوانب المشروع لتحقيق الانسجام. الآن، وبعد الانتهاء من المشروع، يخطط الفريق للمشاركة في فعاليات محلية مثل مؤتمر “SADEX 2025” ومؤتمر “مستقبل المعادن 2026″، بالإضافة إلى هاكاثون وزارة الداخلية حول الصحة والأمن. هذا الجهد يعكس التزامًا طويل الأمد بالابتكار، حيث يمتد تأثيره إلى مجالات البحث البيئي والجيولوجي.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاستكشاف التقني

يبرز هذا المشروع كحل شامل يمكن تطويره ليغطي تطبيقات أمنية ومدنية، مثل الدفاع المدني والاستكشاف الجيولوجي، مع إمكانية التكيف مع احتياجات قطاعات أخرى. الدكتور فارس المالكي، المتخصص في تقنيات الاتصالات الفضائية، وصف المشروع بأنه بوابة لآفاق جديدة، خاصة في ظل رؤية 2030 التي تشجع على الابتكار والتنويع التقني. الطالبات، بقيادته، أظهرن شغفًا وإصرارًا، مما يجعلهن عناصر واعدة للمستقبل. هذا الابتكار ليس مجرد مشروع أكاديمي، بل خطوة نحو بناء تقنيات وطنية مساهمة في تطوير المدن الذكية، مع الاستعداد الكامل لتحويله إلى منتج حقيقي يدعم أهداف المملكة. بهذا الوضوح، يفتح المشروع أبواب التعاون مع الجهات المهتمة، مما يعزز القدرات التقنية على المستوى المحلي والدولي.