استراتيجية شرطة دبي الرقمية الشاملة حتى 2028

شرطة دبي تكشف عن استراتيجية رقمية مستقبلية شاملة تمتد لعام 2028

دبي، الإمارات العربية المتحدة – 15 أكتوبر 2023

في خطوة تؤكد على التزامها بتحقيق الابتكار التقني وتعزيز الأمان المجتمعي، كشفت شرطة دبي عن استراتيجية رقمية شاملة ومستقبلية تمتد فعالياتها حتى عام 2028. تأتي هذه الاستراتيجية في سياق رؤية دبي لتكون مدينة ذكية متطورة، حيث تهدف إلى دمج أحدث التكنولوجيات الرقمية في عمليات الشرطة لتحسين الكفاءة، تعزيز الشفافية، وتعزيز الخدمات المقدمة للمواطنين والزوار على حد سواء.

خلفية الاستراتيجية: رؤية لمستقبل أكثر أماناً

أعلنت شرطة دبي عن هذه الاستراتيجية خلال مؤتمر صحفي حضره اللواء عبد الله الملا، مدير شرطة دبي، الذي أكد أنها تأتي كرد فعل للتطورات السريعة في مجال التكنولوجيا. قال اللواء الملا: "نحن نعيش عصر الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وشرطة دبي ملتزمة بأن تكون في طليعة هذا التطور لتحقيق أهدافنا في بناء مجتمع آمن ومستدام".

تأتي هذه الخطة الاستراتيجية بعد نجاحات سابقة لشرطة دبي في استخدام الروبوتات مثل "روبوكوب"، التي أصبحت رمزاً للابتكار في مجال الأمان العام. وتشمل الاستراتيجية الجديدة برامجًا طموحة لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، التعلم الآلي (ML)، والتحليلات الكبيرة للبيانات (Big Data) في جميع جوانب عمل الشرطة، من الاستجابة للطوارئ إلى مكافحة الجرائم الإلكترونية.

أهداف الاستراتيجية الرئيسية

تركز الاستراتيجية الرقمية لشرطة دبي على عدة محاور رئيسية، تهدف إلى تحقيق تغيير شامل في طريقة أداء الواجبات الأمنية. من أبرز هذه الأهداف:

  1. تعزيز الخدمات الرقمية للمواطنين: ستوفر الاستراتيجية منصات رقمية متكاملة، مثل تطبيقات الهواتف الذكية التي تسمح بتقديم الشكاوى، طلب الخدمات الأمنية، ومتابعة القضايا بشكل فوري. على سبيل المثال، من المتوقع إطلاق نسخة محسنة من تطبيق "شرطة دبي" تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالحوادث وتقديم اقتراحات وقائية.

  2. تحسين الكفاءة والاستجابة: من خلال استخدام الروبوتات وأنظمة الذكاء الاصطناعي، تهدف الاستراتيجية إلى تقليل وقت الاستجابة للطوارئ بنسبة تصل إلى 50% بحلول عام 2025. كما ستعتمد على شبكات الإنترنت الشيئية (IoT) لمراقبة المناطق العامة تلقائيًا، مما يساعد في اكتشاف الجرائم قبل وقوعها.

  3. مكافحة الجرائم الرقمية: في ظل تزايد التهديدات الإلكترونية، تشمل الاستراتيجية برامج تدريبية متقدمة للشرطيين على التعامل مع الهجمات السيبرانية. من المتوقع إنشاء مركز قيادة رقمي يعتمد على تحليل البيانات الكبيرة للتنبؤ بالأنماط الإجرامية وتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الجرائم عبر الحدود.

  4. الاستدامة والتنمية المستدامة: تهدف الاستراتيجية إلى جعل دبي نموذجًا عالميًا للأمان الذكي، حيث تركز على استخدام الطاقة المتجددة في الأجهزة الرقمية وتقليل البصمة البيئية لعمليات الشرطة.

الفوائد المتوقعة وتأثيرها على المجتمع

ستؤدي هذه الاستراتيجية إلى تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية هائلة. من الناحية الاقتصادية، من المتوقع أن تقلل من التكاليف التشغيلية لشرطة دبي بنسبة 30% من خلال تحسين الكفاءة الرقمية، مما يسمح بإعادة توجيه الموارد نحو خدمات أخرى. أما على المستوى الاجتماعي، فستعزز الثقة بين الشرطة والمواطنين من خلال توفير تجربة أكثر شفافية وتفاعلاً.

في تقرير أصدرته شرطة دبي، تم التنبؤ بانخفاض معدلات الجرائم بنسبة 20% بحلول عام 2028، بفضل الاستخدام الذكي للتكنولوجيا. كما أن هذه الخطة ستدعم رؤية دبي 2030، التي تهدف إلى جعل الإمارة مركزًا عالميًا للابتكار.

الخاتمة: خطوة نحو مستقبل أكثر ذكاءً

تعكس استراتيجية شرطة دبي الرقمية الممتدة حتى عام 2028 التزام الإمارات العربية المتحدة بقيادة التحول التقني عالميًا. من خلال دمج التكنولوجيا مع الجهود الأمنية، لن تقتصر فوائد هذه الاستراتيجية على دبي فحسب، بل ستلهم الدول الأخرى لاتباع نهج مشابه. كما يؤكد الخبراء أن هذا الإعلان يعزز مكانة دبي كواحدة من أكثر المدن ذكاءً في العالم.

في الختام، يتوقع مراقبو الشؤون الأمنية أن تكون هذه الاستراتيجية قاطرة لتحقيق رؤية مستدامة، حيث يصبح الأمان ليس مجرد واجب، بل تجربة رقمية متكاملة تخدم جميع أفراد المجتمع.

المصادر: تقارير رسمية من شرطة دبي ومؤسسات الإعلام المحلية.