تصاعد التوتر بين السودان والإمارات جراء طرد دبلوماسيين من دبي

تصاعد التوتر بين السودان والإمارات بعد إبعاد دبلوماسيين من دبي

يورونيوز، 15 أكتوبر 2023 – تحديث: 16 أكتوبر 2023

دبي/الخرطوم – تشهد العلاقات بين السودان والإمارات العربية المتحدة تصعيداً غير مسبوق في التوتر، بعد قرار حكومة الخرطوم بإبعاد دبلوماسيين إماراتيين من دبي، في خطوة وصفتها السلطات السودانية بأنها رد على "تدخلات غير مقبولة" في الشؤون الداخلية للبلاد. هذا الحادث، الذي وقع في أوائل أكتوبر الجاري، يأتي في سياق خلافات متزايدة بين البلدين، ويثير مخاوف بشأن تأثيره على الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

خلفية الحادث

في 5 أكتوبر 2023، أعلن وزارة الخارجية السودانية إبعاد ثلاثة دبلوماسيين إماراتيين كانوا يعملون في قنصلية دبي، مدعية أنهم تورطوا في أنشطة "تخريبية" تهدف إلى دعم بعض الفصائل المسلحة في دارفور وغيرها من المناطق المتضررة من الصراعات الداخلية. وقد وصفت الحكومة السودانية هذه الخطوة بأنها "إجراء وقائي للحفاظ على السيادة الوطنية"، دون تقديم تفاصيل محددة حول الأدلة التي تثبت هذه الاتهامات.

من جانبها، نفت الإمارات العربية المتحدة هذه الادعاءات، واصفة إياها بـ"الأكاذيب والافتراءات". وزارة الخارجية الإماراتية أصدرت بياناً رسمياً يؤكد أن عملاءها الدبلوماسيين كانوا ملتزمين بالمعايير الدولية، وأن هذا القرار يعكس "حملة تشويه" من قبل السلطات السودانية. كما أن الإمارات ردت بإبعاد دبلوماسيين سودانيين من أبوظبي، مما أدى إلى حالة من التجمد في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

هذا التصعيد يأتي على خلفية خلافات طويلة الأمد بين السودان والإمارات، خاصة فيما يتعلق بدعم أبوظبي لقوات معارضة في السودان. منذ اندلاع الصراع في السودان عام 2023، الذي أسفر عن مواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اتهمت الحكومة الخرطومية الإمارات بتقديم الدعم اللوجستي والمالي للقوى المتمردة. وفقاً لتقارير منظمات دولية مثل منظمة الأمم المتحدة، فإن الإمارات كانت جزءاً من تحالفات إقليمية داعمة للقوى غير الحكومية في السودان، مما زاد من تعقيد الوضع الأمني.

ردود الفعل الدولية وآفاق المستقبل

أثار هذا النزاع مخاوف دولية، حيث حثت الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كلا الطرفين على ضبط النفس وعودة إلى طاولة الحوار. في بيان مشترك، أكدت الولايات المتحدة أن أي تصعيد قد "يعيق جهود السلام في المنطقة". كما عبّرت منظمة الجامعة العربية عن قلقها، محذرة من أن مثل هذه الخلافات قد تؤدي إلى تفاقم الصراعات في السودان، الذي يعاني بالفعل من أزمة إنسانية حادة، مع ملايين النازحين والضحايا.

من ناحية أخرى، يرى محللون أن هذا التوتر يعكس صراعاً أوسع على النفوذ في المنطقة. الإمارات، كقوة إقليمية صاعدة، تسعى لتعزيز نفوذها في القرن الأفريقي، بينما يرى السودان في هذه التحركات تهديداً مباشراً لاستقلاله. وفقاً لمعهد دراسات الشؤون الإفريقية في لندن، فإن إبعاد الدبلوماسيين قد يكون مجرد بداية لمواجهات أكبر، خاصة إذا لم تتدخل القوى الدولية لخفض التصعيد.

الخاتمة: نحو حلول دبلوماسية؟

رغم التصعيد الحالي، فإن الباب لا يزال مفتوحاً أمام الحوار. دعا رئيس الوزراء السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى اجتماع طارئ مع الإمارات لمناقشة الخلافات، بينما أشارت الإمارات إلى استعدادها للعودة إلى المفاوضات عبر وسطاء دوليين. في ظل هذا الوضع المتقلب، يبقى السؤال الأكبر: هل سينجح الطرفان في تجنب الصدام الكامل، أم أن هذا التوتر سيعزز من الانقسامات الإقليمية؟

يورونيوز تتابع التطورات عن كثب، وسيتم تحديث هذا التقرير بأي مستجدات. (المصادر: وزارة الخارجية السودانية، وزارة الخارجية الإماراتية، الأمم المتحدة، ووكالة رويترز).