رغم الحملات البلدية.. فوضى الأرصفة تعيق حراج الدمام وتثير مطالبات لتدخل عاجل

على الرغم من الجهود الدؤوبة التي تبذلها بلدية الدمام من خلال حملاتها الميدانية المنتظمة، فإن سوق حراج الدمام يواجه تحديات كبيرة تتحول تدريجيًا إلى فوضى غير منظمة. يمتد هذا الوضع إلى المناطق المحيطة بالسوق، حيث يتم عرض البضائع بشكل عشوائي على الأرصفة والممرات، مما يؤدي إلى زحام شديد يمزج المشاة بالمركبات. هذا الوضع يجعل من الصعب على المتسوقين الوصول إلى داخل السوق الرسمي، خاصة خلال ساعات الذروة أو أيام عطلات نهاية الأسبوع، حيث يتفاقم الازدحام ويؤثر سلبًا على تدفق الحركة.

رغم الحملات البلدية.. فوضى الأرصفة تخنق حراج الدمام

تشير الملاحظات من سكان المنطقة إلى أن هذه الفوضى تعكس استمرار بعض الباعة في تجاهل الإجراءات التنظيمية، حيث تتراكم المنتجات بشكل غير مرتب على الأرض وفي طرق المشاة. هذا الأمر ليس فقط عائقًا أمام حركة المارة، بل يثير استياءً واسعًا بين الزوار والمهتمين بالشأن العام، الذين يرون فيه خرقًا للأنظمة وتدهورًا في المشهد الحضري. كما أن المشكلات الهيكلية، مثل ضيق الموقع الحالي للسوق، تزيد من تعقيد الموقف، خاصة مع زيادة الكثافة السكانية في المناطق المجاورة. هذه العوامل تجعل الجهود التنظيمية الجزئية غير كافية، حيث يتطلب الأمر حلولًا جذرية لإعادة الترتيب والضبط.

من جانب آخر، يعبر عدد من المواطنين عن أهمية هذه الحملات في تحسين الوضع العام، مثل رفع مستوى المشهد البصري وتعزيز السلامة المرورية والبيئية. يؤكدون أن الشراء والبيع العشوائي أمام المحلات يفاقم من صعوبة الدخول إلى السوق ويؤدي إلى استغلال غير مشروع للأرصفة. في السياق نفسه، نفذت البلدية حملة ميدانية مؤخرًا للحد من انتشار الباعة الجائلين، بالتعاون مع إدارات الأمن، بهدف ضمان تدفق أفضل للحركة وتعزيز السلامة العامة، خاصة خلال فترات الإجازات العالية الكثافة.

تنظيم الفوضى في سوق حراج الدمام

يعكس هذا الجهد وعيًا حضاريًا متزايدًا من قبل السلطات المحلية، حيث تسعى الحملات إلى الحفاظ على هوية المدينة وضمان الالتزام باللوائح التجارية. وفقًا لما ذكره بعض المختصين، فإن سوق حراج الدمام، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ثلاثين عامًا، لم يعد مناسباً مع التطورات الحديثة في المنطقة، مما يتطلب تدخلات شاملة لتطويره. هذه الخطوات لا تقتصر على إزالة التعديات فحسب، بل تهدف إلى تعزيز جودة الحياة للسكان من خلال تقليل المخاطر البيئية والمرورية. مع ذلك، يظل هناك حاجة ماسة لتدخل عاجل لمعالجة الجذور الرئيسية للمشكلة، مثل توسيع المساحات المتاحة أو إعادة تخطيط السوق ليكون أكثر تنظيمًا وكفاءة. في نهاية المطاف، يمكن أن تسهم مثل هذه الإجراءات في تحويل السوق إلى نموذج ناجح يتواءم مع أهداف التنمية الحضرية في المدينة.