محادثات تركية-عراقية لتسليم أسلحة حزب العمال الكردستاني

كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تفاصيل محادثات جارية بين أنقرة وبغداد وأربيل، تهدف إلى تنظيم عملية تسليم أسلحة المسلحين الأكراد. هذا الإعلان يأتي على إثر قرار حزب العمال الكردستاني بإنهاء وجوده التنظيمي والتخلي عن السلاح الذي كان جزءًا أساسيًا من صراعه الطويل. وفقًا لأردوغان، فإن هذه المحادثات تشمل خططًا محددة لضمان نقل الأسلحة خارج الحدود التركية، مع مشاركة الإدارات في بغداد وأربيل لإدارة العملية بفعالية.

أردوغان وتسليم أسلحة الإرهابيين

يؤكد الرئيس التركي أن بلاده قد وصلت إلى نقطة تحول كبيرة مع إعلان الحزب الكردستاني حل نفسه، مما يفتح الباب أمام حوار سياسي جديد. في تصريحات أدلى بها أثناء عودته من زيارة ألبانيا، شدد أردوغان على أهمية هذه الخطوة في تهدئة التوترات التي كانت سائدة منذ عقود. وقال إن العملية تشمل مناقشات حول كيفية إنهاء الصراع المسلح الذي أودى بحياة الآلاف، مشددًا على ضرورة تنفيذ الوعود بشكل كامل. هذا التوجه يعكس رغبة أنقرة في الانتقال نحو حلول سلامية، مع التركيز على إعادة تأهيل المناطق المتضررة وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

الرئيس التركي وجهود السلام

بعد هذا الإعلان، أشار أردوغان إلى أن السياسيين الترك سيبدأون مناقشات حول القضايا العالقة، مثل المطالب السياسية والاقتصادية للأكراد، بمجرد أن يتم الوفاء بالتزامات الحزب بالتخلي عن السلاح. وأكد على أن فروع الحزب في سوريا وأوروبا يجب أن تتبع نفس النهج، لضمان حل شامل يمنع أي استمرار للعنف. هذا النهج يعبر عن رؤية واسعة للسلام، حيث يرى أردوغان أن إنهاء الصراع يمكن أن يفتح أبواب التعاون الإقليمي، خاصة مع دول الجوار مثل العراق. وكان الحزب الكردستاني، الذي كان قيادته مقيمة في جبال شمال العراق، قد رد بإيجابية على دعوة زعيمه عبد الله أوجلان لإنهاء القتال الذي استمر لأكثر من أربعة عقود. هذا الرد جاء بعد مبادرة من زعيم آخر، مثل دولت بهتشلي من حزب الحركة القومية، مما أدى إلى قرار الحزب بالحل الكامل.

وفي السياق نفسه، يبرز أن هذه الخطوات تمثل نقلة نوعية في تاريخ الصراع، حيث كان النزاع قد أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 40 ألف شخص، بين مدنيين ومقاتلين. أردوغان يرى أن هذا الحل يمكن أن يساهم في تعزيز الوحدة الوطنية داخل تركيا، ويفتح فرصًا للتنمية الاقتصادية في المناطق المتضررة، مثل جنوب شرق البلاد. بالإضافة إلى ذلك، فإن مشاركة بغداد وأربيل في هذه العملية تعكس التعاون الدولي، حيث يتم التركيز على منع أي تهديدات مستقبلية من خلال برامج إعادة التأهيل والحوار. هذا الاتجاه يعزز أيضًا دور تركيا كقوة إقليمية، خاصة في ظل التحديات الأمنية في الشرق الأوسط، ويفتح الباب لمناقشات أوسع حول حقوق الأقليات والسلام الدائم. مع استمرار هذه المحادثات، يبقى الأمل كبيرًا في تحقيق استقرار شامل يخدم جميع الأطراف، مع التركيز على بناء جسور الثقة والتعاون بين الدول المعنية.