اختراق بيانات هائل يمس 276 مليون أمريكي في أكبر هجمات الرعاية الصحية التاريخية

كشف خبراء عن تعرض أكثر من 276 مليون سجل مريض لعمليات الاختراق، مما يشكل أكبر هجمات على قطاع الرعاية الصحية في الولايات المتحدة. هذا الاختراق، الذي وقع في عام 2024، أثر بشكل مباشر على ثمانية من كل عشرة أمريكيين، حيث تم سرقة بيانات طبية حساسة، وشملت أكثر من 190 مليون مريض مرتبط بشركة Change Healthcare. يبرز هذا الحدث كأحد أكبر الانتهاكات في تاريخ البيانات الصحية، مما يثير مخاوف من تفاقم مخاطر الخصوصية الشخصية.

اختراق بيانات الرعاية الصحية: الأبعاد والتداعيات

في هذا السياق، يحذر الباحثون في هيئة Check Point من هجمات إلكترونية جديدة قد تكشف معلومات طبية أكثر حساسية مقارنة بالعام السابق. يعتمد مجرمو الإنترنت على انتحال هوية الأطباء الممارسين لخداع المرضى ودفعهم إلى تقديم تفاصيل شخصية مثل أرقام الضمان الاجتماعي، والتاريخ الطبي، ومعلومات التأمين. بدأت هذه الحملة الاحتيالية من خلال عمليات التصيد الإلكتروني منذ 20 مارس، حيث يقدر الخبراء أن 95% من الأهداف كانت في الولايات المتحدة. في بعض الحالات، يستخدمون صورًا حقيقية لأطباء مع أسماء مزيفة لتعزيز مصداقية الرسائل الاحتيالية، مما يوجه المتلقين إلى التواصل مع مقدمي رعاية صحية مزيفة عبر أرقام هاتف محددة.

أصبحت منصة Zocdoc أداة أساسية في استراتيجيات الهجوم هذه، حيث يمكن للمخترقين استخدام صور أطباء حقيقيين مع بيانات اعتماد خاطئة لإنشاء ملفات شخصية مزيفة. وفقًا للباحثين، تم اختراق حوالي 758,000 سجل بيانات يوميًا في عام 2024، مما يعني تأثيرات اقتصادية ونفسية شديدة على الضحايا. على سبيل المثال، يقضي المتضررون من سرقة الهوية الطبية في المتوسط 210 ساعة وأكثر من 2,500 دولار من مصادر شخصية لاستعادة هوياتهم ومعالجة العواقب. في إحدى الحالات المسجلة، أنشأ المجرمون ملفًا شخصيًا كاذبًا على Zocdoc باستخدام صورة طبيب حقيقي مع اسم وتفاصيل مزيفة، ثم أرسلوا رسائل تتضمن حجوزات وتعليمات مسبقة لإكمال الاحتيال.

انتهاك البيانات الطبية: التحديات والإجراءات الوقائية

أمام هذه التهديدات المتزايدة، يُوصى بتعزيز إجراءات الأمان للحد من مخاطر الاختراقات المستقبلية. تشمل هذه الإجراءات تثبيت فلاتر متقدمة للكشف عن التصيد الاحتيالي في مؤسسات الرعاية الصحية، بالإضافة إلى إجراء تدريبات دورية على الأمن السيبراني للموظفين. كما يُنصح بتنفيذ تمارين محاكاة لسيناريوهات الهجوم، وضمان جاهزية فرق تكنولوجيا المعلومات للاستجابة السريعة. هذه الخطوات ضرورية للحد من سرقة بيانات المرضى وحماية أموالهم، حيث أن الأخطاء في التعامل مع هذه التهديدات قد تؤدي إلى عواقب طويلة الأمد على الأفراد والمؤسسات. في ظل انتشار الهجمات الإلكترونية، يبرز دور التوعية كعامل رئيسي في تعزيز الاستعداد، مع التركيز على مراقبة الأنشطة الشخصية عبر الإنترنت للكشف المبكر عن أي محاولات احتيالية. بشكل عام، يتطلب الأمر جهودًا مشتركة بين الحكومة والمؤسسات الصحية لصياغة سياسات أكثر صرامة، مما يساهم في بناء نظام رعاية صحية أكثر أمانًا في عالم رقمي متزايد التعقيد. هذه الاستراتيجيات ليس فقط تهدف إلى حماية البيانات، بل إلى استعادة الثقة بين المرضى والمؤسسات الطبية، مما يعزز من جودة الرعاية الصحية في المستقبل.