تُعد شركة موبكو إحدى الركائز الرئيسية في قطاع إنتاج الأسمدة في مصر، حيث تركز على تطوير مشاريع مستدامة تتوافق مع الاتجاهات العالمية نحو الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر. في خطوة تؤكد التزامها بالابتكار، تخطط الشركة لبدء تشغيل مشروع كبير لإنتاج الأمونيا الخضراء، مما يعزز من قدرتها على المنافسة دوليًا مع التركيز على البيئة والكفاءة.
مشروع الأمونيا الخضراء لشركة موبكو
في الوقت الذي يشهد فيه العالم تحولًا نحو الطاقات النظيفة، أعلنت شركة مصر لإنتاج الأسمدة، المعروفة باسم موبكو، عن خططها لتشغيل مشروع إنتاج الأمونيا الخضراء بنهاية النصف الأول من عام 2028. سيتم إنتاج 150 ألف طن سنويًا من خلال استخدام تكنولوجيا متقدمة تعتمد على الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، لضمان جودة المنتج وتقليل البصمة الكربونية. سيتم تنفيذ المشروع في محافظة دمياط، باستغلال المنشآت القائمة للشركة، وذلك بتكلفة استثمارية تتجاوز 900 مليون دولار. يشمل المشروع إنشاء محطة لإنتاج الطاقة الشمسية وأخرى للطاقة الرياحية، بالإضافة إلى أنظمة لتحليل الهيدروجين الأخضر عبر التكنولوجيا الكهربية، مما يسمح بتحويل الطاقة المتجددة إلى وقود نظيف يلبي احتياجات التصدير بعد تغطية السوق المحلية. هذا النهج لن يعزز فقط من كفاءة الإنتاج، بل سيساهم في تعزيز الاقتصاد الأخضر في مصر من خلال تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
إنتاج الوقود النظيف لموبكو
بالإضافة إلى مشروع الأمونيا الخضراء، تعمل موبكو على مشروع جديد لاستغلال أكثر من 150 ألف طن سنويًا من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة من مداخن الشركة. سيتم إنشاء وحدة متخصصة لاسترجاع هذا الغاز، مما يضمن التوافق مع المتطلبات البيئية الأوروبية، خاصة مع فرض الغرامات الكربونية على القطاعات الصناعية كثيفة الطاقة مثل الأسمدة اعتبارًا من عام 2026. هذا المشروع لن يساعد فقط في تقليل التأثير البيئي، بل سيزيد من إنتاج الأمونيا واليوريا من خلال رفع كفاءة المعدات واستغلال الطاقة بشكل أمثل، مما يحافظ على نفس كميات الغاز الطبيعي المستخدمة. في السياق نفسه، حققت الشركة مبيعات قيمتها 6.3 مليار جنيه خلال الربع الأول من عام 2025، محققة نسبة 95% من الخطة المستهدفة. شكلت المبيعات التصديرية حوالي 78.5% من الإيرادات الإجمالية، مع تغطية 15 دولة، حيث بلغت نسبة تصدير اليوريا 93% والأمونيا 7%. الزيادة في تصدير الأمونيا جاءت بفضل ارتفاع العائد المالي، فيما ساهمت المبيعات المحلية بنسبة 21.5% من الإجمالي، مع الالتزام بتزويد وزارة الزراعة بحصص اليوريا ودعم السوق المحلي. هذه الإنجازات تعكس استراتيجية موبكو في تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والمسؤولية البيئية، مما يجعلها نموذجًا للشركات المصرية في المنافسة عالميًا. بالإجمال، يعزز هذا الاتجاه دور مصر كمركز إقليمي للطاقة المتجددة، حيث يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في مجالات الطاقة النظيفة والصناعات ذات الصلة، مدعومًا بجهود حكومية تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الأخضر وتقليل الانبعاثات.
تعليقات