تواجه الدول العربية تحديات كبيرة تهدد استقرارها ووحدتها، كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته في القمة العربية بدورة بغداد. في هذا السياق، شدد الرئيس على ضرورة التصدي للأزمات الإقليمية من خلال جهود جماعية، مع التركيز على القضايا الرئيسية مثل الأزمة الفلسطينية والحروب الدائرة في مناطق أخرى. كانت كلمته تعكس رؤية شاملة لمستقبل الأمة، مدعوًا إلى تعزيز التعاون العربي لمواجهة هذه التحديات.
رسائل الرئيس السيسي في القمة العربية
في كلمته أمام مجلس جامعة الدول العربية، أبرز الرئيس عبد الفتاح السيسي التحديات المعقدة التي تواجه المنطقة، مشيرًا إلى أن الحرب على قطاع غزة تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية. وفقًا لما قاله، يتعرض الشعب الفلسطيني لجرائم ممنهجة تهدف إلى الإبادة وإجباره على النزوح، مما أدى إلى نزوح أكثر من مليوني شخص داخل القطاع. أكد الرئيس أن مصر بذلت جهودًا مكثفة منذ أكتوبر 2023 لوقف النزيف الدموي وإدخال المساعدات الإنسانية، مطالبًا المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، باتخاذ إجراءات فورية لإنهاء هذه الكارثة. كما أعلن عن نية تنظيم مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، معتبرًا أن السلام الدائم لن يتحقق دون قيام دولة فلسطينية مستقلة، حتى مع اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، تناول الرئيس أزمات أخرى في المنطقة، مثل ما يواجهه السودان الشقيق في منعطف خطير يهدد وحدته واستقراره، داعيًا إلى دعم الجهود للحفاظ على تماسكه. أما فيما يتعلق بليبيا، فأكد الرئيس على استمرار جهود مصر لدعم الأشقاء هناك لتحقيق الاستقرار. وفي سوريا، رأى أن رفع العقوبات الأمريكية يجب أن يُستغل لصالح الشعب السوري، مع التركيز على بناء مستقبل أفضل. أما بالنسبة لليمن، فقد حان الوقت لتسوية شاملة تنهي الأزمة الإنسانية وتعيد التوازن إلى البلاد. كما رفض الرئيس أي محاولات للنيل من سيادة الصومال، مؤكدًا على أهمية الوقوف إلى جانب الدول العربية في مواجهة التهديدات الخارجية. هذه الرسائل تعكس التزام مصر بتعزيز الوحدة العربية وضمان الأمن الإقليمي.
تحديات الأمة في القمة
من خلال كلمته، لم يقتصر الرئيس السيسي على وصف الوضع الحالي فحسب، بل اقترح خطوط عمل عملية للتعامل مع هذه التحديات. على سبيل المثال، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، شدد على أن الضغط الدبلوماسي يجب أن يستمر لفرض وقف إطلاق النار وتحقيق عدالة دائمة. كما دعا إلى تعزيز الجهود الإنسانية لتخفيف معاناة السكان في غزة، حيث أصبحت الحرب أداة للتجويع والتدمير الشامل. في سياق أوسع، أكد أن الاستقرار في المنطقة يعتمد على حل النزاعات الداخلية، مثل ما يحدث في السودان واليمن، من خلال حوار شامل ودعم دولي. وفي الختام، ركز الرئيس على أهمية التعاون العربي كأداة رئيسية لمواجهة التحديات المستقبلية، مشددًا على أن الأمة قادرة على تجاوز هذه الأزمات إذا تم الالتزام بالقيم الإنسانية والتزامن الدولي. هذه الرسائل ليست مجرد كلمات، بل دعوة لعمل مشترك يهدف إلى بناء مستقبل أفضل للجميع.
تعليقات