شاب سعودي يتخرج بشهادتين في يوم واحد.. سر الإنجاز!

في عصر يشهد توسعاً في طموحات الأجيال السعودية وتطوراً في رؤاهم نحو المستقبل، يظهر مشعل محمد العرينان كرمز لعصر جديد، حيث تُقاس الإنجازات بالجهد المبذول في الساعات الطويلة من العمل الدؤوب، وليس فقط بالسنوات العابرة. يمثل مشعل قصة نجاح تعكس التزاماً لا يعرف الكلل، حيث جمع بين التعليم الأكاديمي المتقدم والمسؤولية الاجتماعية، مما يجعله نموذجاً حياً للشباب السعودي الذي يسعى لتحقيق الرؤية الوطنية.

مشعل الرينان: رمز الطموح السعودي

من أبناء منطقة حائل، بدأ مشعل رحلته نحو التميز منذ السنوات الأولى، حيث تخرج بمرتبة الشرف من جامعة حائل في تخصص الصيدلة الإكلينيكية، ومن الجامعة السعودية الإلكترونية في إدارة اللوجستيات وسلاسل الإمداد. هذان التخصصان، الذان يجمعان بين العلوم الطبية والإدارية، يتطلبان عقلًا منظمًا وقلبًا مفعمًا بالإيمان بالتحديات. على مدار دراسته، أمضى مشعل أكثر من 260 ساعة دراسية، متوازنًا بين يوم عمل صباحي يمتد لثماني ساعات في مجال الصيدلة ودوام مسائي لست ساعات في اللوجستيات. هذا التوازن لم يكن سهلاً، إذ جمع بين متطلبات المعمل العملي والمناهج الأكاديمية، محولاً الإصرار إلى نتائج ملموسة.

لكن مسيرة مشعل لم تقتصر على الدراسة الأكاديمية؛ فقد ساهم في فريق بحثي متميز شارك في مؤتمر دوفات الدولي للصيدلة والتكنولوجيا في دبي، حيث حقق مركزًا متقدمًا يعكس مهاراته العلمية. كما حاز جائزة الشيخ عبدالله الحبيب للتفوق العلمي في نسختها الخامسة، والتي أقيمت تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل. وبرغم ضغوط الجدول الدراسي، قدم مشعل أكثر من 140 ساعة تطوعية، يرى فيها فرصة لتعزيز الوعي المجتمعي في مجالات صحية متنوعة. يقول مشعل إنه سعى من خلال هذه الجهود للمساهمة في أهداف رؤية المملكة 2030، خاصة في تحقيق هدف الوصول إلى مليون متطوع، مؤكدًا أن التطوع يعزز الروابط الاجتماعية ويبني مجتمعًا أكثر تماسكًا.

أما الدافع الأعمق لمشعل، فيعود إلى إلهامه من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – الذي يرى فيه قدوة للطموح. يصف مشعل هذا الإلهام بأنه علمه أن النجاح لا ينتظر الفرص المثالية، وأن خدمة الوطن تبدأ بإيمان كل فرد بأن كل ساعة من العمل الإخلاصي هي لبنة في بناء مستقبل مزدهر. هكذا، يجسد مشعل قصة شاب سعودي جمع بين الانضباط الأكاديمي والتزام اجتماعي عميق، مستلهماً من رسالة الجيل الحالي في تعزيز وطن طموح وإنساني فعّال.

قصة نجاح شاب سعودي

في ختام هذه السيرة، يمكن القول إن مشعل العرينان ليس مجرد طالب ناجح، بل هو نموذج يلهم الأجيال الشابة في المملكة. من خلال توازنه بين الدراسة والعمل والتطوع، أظهر كيف يمكن للإصرار أن يحول التحديات إلى فرص. في زمن يسعى فيه الشباب السعوديون للتنافس عالميًا، يذكرنا مشعل بأن الطموح الحقيقي ينبع من الداخل، مدعومًا برؤية وطنية واضحة. هذه الرؤية تجسدت في سعيه للجمع بين التخصصين المهنيين، والمساهمة في الأهداف الوطنية، مما يعكس روح الابتكار والعطاء. إن قصة مشعل ليست فردية، بل هي جزء من سيرة وطنية أكبر، حيث يساهم كل فرد في رسم مستقبل مشرق للمملكة. بهذا النهج، يستمر الشباب في دفع عجلة التقدم، محافظين على توازن بين الطموح الشخصي والمسؤولية الجماعية، ليصبحوا قادة يحققون الرؤية الكبرى.