جهود أمريكية بريطانية لتحقيق تهدئة دائمة بين الهند وباكستان

تقود بريطانيا والولايات المتحدة حملة دبلوماسية مكثفة لتعزيز وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، في محاولة لمنع تصعيد التوترات الحدودية. خلال زيارة لإسلام آباد، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي التزام بلاده بالعمل جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة لتحقيق اتفاق دائم يمنع العودة إلى القتال، مع دعم الحوار بين الجانبين وتطوير تدابير لبناء الثقة. هذا الجهد يأتي في ظل مخاوف من تأثير تعليق الهند لمعاهدة مياه نهر السند، الذي قد يؤثر على إمدادات المياه الحيوية لباكستان، حيث حثت بريطانيا جميع الأطراف على الالتزام بأحكام الاتفاقية لتجنب أي تفاقم.

وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان

في هذا السياق، أعلنت باكستان أن الدور الذي لعبه بريطانيا والولايات المتحدة، إلى جانب دول أخرى، كان حاسماً في تهدئة الاشتباكات الأخيرة. ومع ذلك، يرى العديد من الدبلوماسيين أن الوضع لا يزال هشاً، مما يهدد باندلاع مواجهات جديدة إذا لم تُعزز الآليات الداعمة. التقى لامي أمس الجمعة مع نظيره الباكستاني إسحاق دار في إسلام آباد، حيث ركز اللقاء على أهمية الحفاظ على هذا الوقف. أكدت باكستان التزامها بخفض التصعيد، لكنها حذرت من أنها سترد إذا ما استأنفت الهند عملياتها العدائية، فيما تبادلت الدولتان الاتهامات حول إدارة الترسانتين النوويتين.

جهود لتعزيز الهدنة

بالنسبة للترسانة النووية، أثار وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ اقتراحاً لإخضاع الترسانة الباكستانية لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما أثار استياء باكستان. ردت الأخيرة عبر بيان رسمي، مشيرة إلى أن أي مخاوف دولية يجب أن تتركز على حوادث السرقة والتجارة غير الشرعية للمواد النووية في الهند. هذه التبادلات تأتي بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 10 مايو الماضي، والذي أنهى أسوأ جولة قتالية بين البلدين منذ ثلاثة عقود. كان ذلك الاتفاق قد أعقب هجوماً دامياً على سياح، اتهمت الهند باكستان بالتورط فيه، بينما نفت الأخيرة أي علاقة.

مع ذلك، يبقى التحدي الأكبر في بناء ثقة متبادلة بين الجانبين، حيث تستمر الجهود الدولية لدعم عملية السلام. على سبيل المثال، يركز الدبلوماسيون على تشجيع مبادرات مشتركة، مثل الحوار حول الموارد المائية ووقف التصعيد العسكري، لتجنب أي انجراف نحو حرب شاملة. هذه الخطوات تشمل دعوات لجلسات تفاوضية مباشرة، مع التركيز على حل النزاعات الجذرية، خاصة حول منطقة كشمير التي ظلت مصدر توتر مزمن. في الوقت نفسه، تسعى بريطانيا والولايات المتحدة إلى توسيع دورهما من خلال دعم برامج بناء الثقة، مثل تبادل المعلومات الأمنية وتنسيق الجهود الإنسانية، لتعزيز الاستقرار في المنطقة.

إن نجاح هذه الجهود يعتمد على التزام كلا الطرفين بالالتزامات الدولية، حيث يمكن أن يؤدي أي خطأ إلى عواقب وخيمة. على مدار التاريخ، شهدت العلاقات بين الهند وباكستان سلسلة من الاتفاقات المتقطعة، لكنها غالباً ما تكون عرضة للانهيار بسبب الخلافات غير المحلولة. في السنوات الأخيرة، ازدادت الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، مما يجعل من الضروري تعزيز التعاون في مجالات مثل إدارة الموارد الطبيعية والأمن الإقليمي. من هنا، يُعتبر الدور الدولي، خاصة من قبل بريطانيا والولايات المتحدة، حاسماً في إبقاء قنوات التواصل مفتوحة ودفع عملية السلام إلى الأمام. في النهاية، يمكن أن يؤدي وقف إطلاق النار هذا إلى نقلة نوعية نحو تعايش سلمي، مما يفتح الباب أمام فرص اقتصادية مشتركة وتقليل المخاطر النووية في المنطقة.