تحقيق يطارد ميتا بسبب خططها لتزويد مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي بالغاز!

شركة ميتا تواجه ضغوطاً متزايدة بسبب خططها لبناء مركز بيانات ضخم للذكاء الاصطناعي في لويزيانا، حيث يتطلب هذا المشروع كميات هائلة من الطاقة، مما دفع شركة المرافق المحلية إلى اقتراح بناء ثلاث محطات طاقة تعمل بالغاز الطبيعي. هذا التحرك يثير مخاوف بيئية واسعة، حيث يُعتبر تنفيذه خطوة قد تتعارض مع جهود مكافحة التغير المناخي. مع تزايد الطلب على الكهرباء لدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، يجد المدافعون عن البيئة والمشرعون أنفسهم في صراع مع شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل ميتا، لضمان أن يكون الانتشار السريع لهذه التكنولوجيا مستداماً وغير مدمر للبيئة.

ميتا وتحديات مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي

في قلب هذا الجدل، تُعد خطط ميتا لبناء مركز بيانات جديد في لويزيانا نموذجاً للتوتر بين الابتكار التكنولوجي والمسؤولية البيئية. الشركة، التي أعلنت عن استثمار قيمته 10 مليارات دولار في هذا المشروع، تهدف إلى إنشاء حرم جامعي يمتد على مساحة تزيد عن 4 ملايين قدم مربع، مما يجعله أكبر مراكز بياناتها على الإطلاق. ومع ذلك، يتطلب تشغيل هذه المنشأة كميات كهربائية هائلة، تجبر شركة إنترجي على اقتراح إنشاء محطات طاقة جديدة تعمل بالغاز، بقدرة إجمالية تصل إلى 2260 ميجاوات. هذا الاقتراح يثير أسئلة حول تأثير الطاقة الأحفورية على البيئة المحلية، حيث قد يؤدي إلى زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مما يعيق الجهود العالمية لمكافحة الاحترار العالمي. يُذكر أن السيناتور شيلدون وايت هاوس، كعضو بارز في لجنة البيئة بمجلس الشيوخ، أرسل رسالة إلى الرئيس التنفيذي لميتا، مارك زوكربيرج، يطالب فيها بتفاصيل حول استهلاك الطاقة والانبعاثات المتوقعة، معتبراً أن هذا النهج يتعارض مع التزامات الشركة السابقة بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول نهاية العقد.

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وأثرها على الطاقة

مع انتشار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يشهد قطاع التكنولوجيا ارتفاعاً حاداً في الطلب على الطاقة، مما يدفع الشركات نحو تبني حلول غير مستدامة في بعض الحالات. ميتا، على سبيل المثال، تعمل على خفض بصمتها الكربونية من خلال استراتيجيات مثل شراء الطاقة المتجددة لموازنة استهلاكها، لكن هذه الاستراتيجية لم تعمل بشكل كامل في مواجهة الاحتياجات المتزايدة لمراكز البيانات. في لويزيانا تحديداً، يعني اقتراح بناء محطات الغاز أن الضغط على شبكة الطاقة المحلية قد يؤدي إلى زيادة التلوث في المناطق المجاورة، مما يؤثر على السكان والبيئة. يُشير تقرير الاستدامة الأخير للشركة إلى أن بصمتها الكربونية قد ارتفعت نتيجة التركيز على الذكاء الاصطناعي، رغم التزاماتها السابقة في عام 2020. المدافعون عن البيئة يحاجون بأن هذا الاعتماد على الوقود الأحفوري يعزز التبعية على مصادر الطاقة غير النظيفة، بدلاً من تشجيع الانتقال إلى الطاقة الشمسية أو الرياحية. في السياق الأوسع، يمثل هذا الصراع نموذجاً للتحديات التي تواجه صناعة التكنولوجيا، حيث يجب على الشركات مثل ميتا موازنة بين الابتكار السريع والمسؤولية تجاه الكوكب. على سبيل المثال، في مقاطعة ريتشلاند، يقف هذا المشروع كدليل على كيفية أن الطلب المتزايد على الكهرباء من الذكاء الاصطناعي قد يعيق تقدم الطاقة المتجددة، مما يهدد بالتأثير السلبي على الاقتصاد المحلي والصحة العامة. في النهاية، يتطلب الأمر جهوداً مشتركة لضمان أن تكنولوجيا المستقبل تساهم في حل مشكلات المناخ بدلاً من تعميقها، مع أن ميتا تواجه الآن الضغط لإعادة تقييم خططها وضمان أن تكون خطواتها متوافقة مع الأهداف البيئية العالمية.