الأميرة مها بنت مشاري تنضم إلى مؤتمر “تشكيل مستقبل الصحة الذكية” في كاوست

شاركت الأميرة مها بنت مشاري آل سعود، بصفتها نائبة رئيس جامعة الفيصل للعلاقات الخارجية والتطوير، في احتفالية افتتاح مركز التميّز للصحة الذكية بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست). كان هذا الحدث جزءًا من مؤتمر تحت عنوان “تشكيل مستقبل الصحة الذكية”، الذي شهد تدشينًا رسميًا من قبل الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة. قاد البروفيسور روبرت هوندورف، الأستاذ المشارك في علوم الحاسب بكاوست، هذا المركز، الذي يركز على دمج التكنولوجيا المتقدمة في مجال الرعاية الصحية. خلال المؤتمر، ركزت المناقشات على كيفية استخدام الابتكارات مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الكبيرة لتعزيز الخدمات الصحية، مما يعكس التزامًا استراتيجيًا بتطوير القدرات الطبية في المملكة العربية السعودية.

الصحة الذكية في صناعة الابتكار

في هذا السياق، مثلت مشاركة الأميرة مها مساهمة فاعلة في مناقشة تحديات وفرص الصحة الذكية، حيث أبرزت أهمية ربط التعليم العالي بالابتكار التكنولوجي. خلال الجلسات، تم استعراض نماذج عملية لتطبيق الهندسة الوراثية والروبوتات الطبية في تشخيص الأمراض المزمنة، مما يساعد في توفير رعاية أكثر فعالية ودقة. كما أكدت المشاركون على دور الجامعات مثل جامعة الفيصل وكاوست في بناء جيل من المتخصصين قادرين على مواجهة التحولات الرقمية في القطاع الصحي. هذا المؤتمر لم يكن مجرد حدث افتتاحي، بل كان منصة لتبادل الأفكار بين الخبراء العالميين، حيث ناقشوا كيفية دمج التقنيات الناشئة مثل الواقع الافتراضي في التدريب الطبي، مما يعزز من جودة الخدمات الطبية ويقلل من التكاليف. كما تم التركيز على أهمية الشراكات بين الجهات الحكومية والأكاديمية لدعم مشاريع البحث في مجالات مثل الكشف المبكر عن الأمراض المعدية.

تطور الرعاية الصحية الرقمية

مع تطور الرعاية الصحية الرقمية، أصبح من الضروري استكشاف كيفية دمجها في النظم الصحية المحلية لمواكبة التغييرات العالمية. في المؤتمر، قدم البروفيسور هوندورف أمثلة على مشاريع ناجحة في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الصحية، مما يساعد في التنبؤ بالأوبئة وتحسين الاستجابة الطارئة. كما ساهمت الأميرة مها بآراء حول تعزيز التعاون الدولي، حيث أشارت إلى أن الابتكارات في هذا المجال يمكن أن تحول الرعاية الطبية إلى نظام أكثر شمولية وفعالية. على سبيل المثال، تم مناقشة كيفية استخدام تطبيقات الهواتف الذكية لمراقبة الصحة اليومية، مما يمكن الأفراد من اكتشاف المشكلات المبكرة وتقليل الاعتماد على الزيارات الطبية التقليدية. هذا النهج ليس فقط يعزز الجودة العامة للرعاية الصحية، بل يدعم أيضًا تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المملكة، مثل تحسين الوصول إلى الخدمات الطبية في المناطق النائية. بالإضافة إلى ذلك، ركزت الجلسات على دور التعلم الآلي في تحسين التشخيص الدقيق لأمراض مثل السرطان والسكري، مع الاستعانة بقواعد بيانات ضخمة لتوليد توصيات شخصية. يمكن أن يؤدي هذا التطور إلى زيادة الكفاءة في المؤسسات الصحية، حيث يسمح بتحليل آلاف الحالات في وقت قياسي، مما يوفر الجهد البشري ويزيد من الدقة. في الختام، يمثل هذا المؤتمر خطوة كبيرة نحو بناء نظام صحي ذكي يعتمد على الابتكار، مع التركيز على الاستدامة والشمولية، ويساهم في تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للتقدم التقني في مجال الصحة.