جوجل تتحرك بخطوات جريئة لتطوير تجربة البحث عبر الإنترنت، حيث تبدأ في اختبار دمج ميزات الذكاء الاصطناعي في صفحتها الرئيسية. هذا التغيير يهدف إلى تحسين التفاعل مع المستخدمين، حيث يُقترح استبدال زر “الشعور بالحظ” بآخر يركز على الذكاء الاصطناعي. هذا الزر الجديد سيسمح للمستخدمين بتلقي إجابات أكثر شمولاً ودقة، مما يقلل من الحاجة إلى تصفح صفحات متعددة، ويعكس التزام جوجل بتقديم أدوات أكثر ذكاءً في عالم البحث الرقمي.
تجربة جوجل في تبديل زر الشعور بالحظ
في خطوة تجربية، تقوم جوجل باختبار هذه الميزة مع مجموعة محدودة من المستخدمين، حيث يتم دمج روبوت دردشة ذكي في صفحة البحث الرئيسية. عند اختيار وضع الذكاء الاصطناعي، يتحول البحث إلى تجربة تفاعلية، حيث يقدم المحتوى المخصص بناءً على الاستعلامات، مما يجعل عملية الوصول إلى المعلومات أسرع وأكثر كفاءة. كانت جوجل قد أعلنت عن هذه الابتكارات في وقت سابق هذا الشهر، مؤكدة على أنها جزء من استراتيجيتها لتعزيز الذكاء الاصطناعي في خدماتها. من ناحية أخرى، كان زر “الشعور بالحظ”، الذي ينقل المستخدم مباشرة إلى الصفحة الأكثر صلة دون عرض نتائج البحث، ميزة غير شائعة الاستخدام في السنوات الأخيرة. وفق تقديرات سابقة من قبل مسؤولين في الشركة، مثل ماريسا ماير في عام 2007، كان هذا الزر يُستخدم في حوالي 1% فقط من عمليات البحث على سطح المكتب. مع التحول نحو استخدام الهواتف المحمولة أو مربع البحث في شريط العنوان، انخفض استخدامه بشكل أكبر، مما يجعله مرشحًا مثاليًا للاستبدال بتقنيات أحدث.
دمج خيارات الذكاء الاصطناعي في واجهة البحث
بالإضافة إلى استبدال الزر، تدرس جوجل إضافة علامة تبويب خاصة بالذكاء الاصطناعي في الجانب الأيمن من مربع البحث، مما قد يحافظ على وجود زر “الشعور بالحظ” في بعض السياقات. هذا النهج يعكس توازنًا بين الحفاظ على العناصر التقليدية والانتقال إلى تقنيات متطورة. ليس هذا التغيير الأول الذي يهدد بإزالة زر “الشعور بالحظ”؛ ففي عام 2010، أطلقت جوجل ميزة “جوجل إنستانت” التي كانت تعرض نتائج البحث فور كتابة الاستعلام، مما قلل من أهمية الزر. على الرغم من أن الزر بقي موجودًا، إلا أن جوجل تخلت عن تلك الميزة في عام 2017، مما أعاد التركيز عليه مؤقتًا. الآن، مع تطور الذكاء الاصطناعي، يبدو أن جوجل تسعى لإعادة تشكيل البحث الإلكتروني بأكمله، حيث يمكن للمستخدمين الاستفادة من إجابات مباشرة ومخصصة، خاصة في مجالات مثل الترفيه، التعليم، والأعمال.
في الختام، يمثل هذا التحول فرصة لتحسين كفاءة البحث عبر الإنترنت، حيث يجمع بين سرعة الذكاء الاصطناعي ودقة النتائج. مع تزايد اعتماد المستخدمين على تقنيات الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية، من المحتمل أن يؤدي هذا التغيير إلى جعل جوجل أكثر تنافسية في سوق البحث. هذا الابتكار ليس مجرد تحديث فني، بل خطوة نحو مستقبل يعتمد على التفاعل الذكي، مما يعزز من تجربة المستخدمين في كل يوم. بعيدًا عن التقنيات القديمة، يفتح ذلك أبوابًا لتطبيقات جديدة، مثل تحليل البيانات الشخصية لتقديم اقتراحات أكثر ذكاءً، وهو ما قد يغير تمامًا كيفية تفاعلنا مع المحتوى عبر الويب. في النهاية، يبقى السؤال: هل سينجح هذا الدمج في جذب المستخدمين الجدد أم أنه سيعيد تشكيل عادات البحث القديمة؟
تعليقات