مفتي مصر يكشف الحكم الشرعي للحج دون تصريح رسمي

أكد المفتي الأسبق لمصر، الدكتور نظير عياد، في تصريحاته الأخيرة، أن أداء مناسك الحج دون الحصول على تصريح رسمي من السلطات السعودية يُعتبر مخالفة شرعية واضحة، حيث يهدف هذا الإجراء إلى ضمان سلامة الحجاج وضبط الإجراءات التنظيمية بدقة. يرى عياد أن مثل هذه القرارات تأتي في سياق مسؤولية ولي الأمر، الذي يتولى تنظيم شؤون الحج لتحقيق مصالح العباد والحفاظ على النظام العام، مما يجعل طاعته واجبة شرعًا لتجنب أي اختلال.

أهمية التصريح الرسمي في مناسك الحج

في سياق توضيح أبعاد هذه المخالفة، يؤكد عياد أن الحصول على تصريح رسمي أصبح شرطًا أساسيًا من شروط الاستطاعة لأداء فريضة الحج، وفقًا للأحكام الشرعية. فإذا فشل الشخص في الحصول على هذا التصريح، فإنه يُعتبر غير مستطيع شرعًا، وبالتالي غير مطالب بأداء الفريضة، لأن النظام المعمول به يهدف إلى تجنيب الجميع المخاطر والفوضى. هذا الرأي يعكس فهمًا عميقًا للتوازن بين العبادة والالتزام بالقوانين، حيث يشير إلى أن مخالفة ولي الأمر في هذا الجانب ليس مجرد خطأ إداري، بل يُعد خطيئة شرعية تؤدي إلى اختلال المنظومة الإيمانية.

بالإضافة إلى ذلك، يشدد عياد على أن هذه الممارسات غير المنظمة تسبب أضرارًا مباشرة على الجهات المسؤولة، خاصة المملكة العربية السعودية كبلد مضيف. فزيادة عدد الحجاج دون تخطيط مسبق يعني زيادة الضغط على الخدمات والتجهيزات، مما يؤدي إلى مشكلات أمنية وصحية، مثل الازدحام الشديد أو نقص الموارد، وهو أمر يتنافى مع الروح الإسلامية التي تؤكد على الحرص على الجميع.

تنظيم انتظام الحجاج وآثاره

عند النظر إلى جوانب تنظيم الحج، يتبين أن هذه الإجراءات الرسمية ليست مجرد بروتوكولات إدارية، بل هي أدوات أساسية لضمان انتظام المناسك وتجنب الفوضى التي قد تهدد حياة الناس. يفسر عياد هذا الجانب بأن التصريح يشكل حاجزًا وقائيًا ضد الإفراط في الأعداد، مما يساعد في توفير الرعاية الطبية والأمنية اللازمة. هذا التنظيم يعزز من قيمة التعاون بين الدول الإسلامية، حيث يتولى بلد مثل السعودية مسؤولية كبيرة في استضافة ملايين المسلمين سنويًا، وأي مخالفة لهذه القواعد تعرض هذا الجهد للخطر.

من ناحية أخرى، يلفت النظر إلى أن هذا الالتزام بالتصريح يعزز مفهوم الاستطاعة الشرعية بشكل أوسع، حيث تدخل فيها عوامل مثل السلامة والنظام، وليس فقط القدرة المالية أو الصحية. لذا، يرى أن من يحاول الحج دون هذا الشرط يرتكب خطأ يؤثر سلبًا على نفسه وعلى الآخرين، مما يجعله ملزمًا شرعيًا بتجنب ذلك. في النهاية، يدعو عياد جميع المسلمين إلى الالتزام بهذه القواعد لضمان أن يصبح الحج تجربة إيمانية نقية، خالية من المشكلات التي قد تنشأ من عدم الالتزام.

بشكل عام، يؤكد هذا الرأي الشرعي أهمية التوازن بين العبادات الدينية والالتزام بالقوانين المدنية، حيث يساهم ذلك في تعزيز السلامة والانسجام في الأماكن المقدسة. ويشمل ذلك تفعيل التعاون بين الدول لمواجهة أي تحديات محتملة، مما يضمن أن يتمتع الجميع بأداء فريضة الحج بكل يسر وأمان. هذا النهج يعكس الروح الإسلامية الحقيقية، التي تقدر الحياة والنظام كجزء أساسي من الإيمان.