أعلنت الجهات الصحية في قطاع غزة عن وقوع خسائر بشرية جسيمة جراء التصعيد الأخير، حيث تعرض المنطقة للهجمات المتواصلة التي أسفرت عن استشهاد مئات الأشخاص وإصابة آلاف آخرين. في ساعات فجر اليوم الجمعة، شهد القطاع زيادة في وتيرة الغارات الجوية، مما أجبر المستشفيات على التعامل مع تدفق كبير من الجرحى والمفقودين، في مشهد يعكس عمق الأزمة الإنسانية التي تتصاعد يوماً بعد يوم.
الأوضاع الإنسانية في غزة
مع استمرار الهجمات الإسرائيلية، أوضحت وزارة الصحة في غزة أن العدد الإجمالي للضحايا خلال الـ24 ساعة الأخيرة بلغ 109 شهداء و216 مصاباً، مع تركيز القصف على مناطق مأهولة في الشمال، حيث سقط 75 شهيداً على الأقل. هذه الأرقام تشير إلى كارثة شاملة، إذ تعاني غرف الطوارئ من الازدحام الشديد والإصابات الحرجة، بينما يبلغ عدد المفقودين 120 شخصاً على الأقل، نتيجة القصف المكثف الذي طال أحياء سكنية ومنشآت أساسية. كما أشارت تقارير إلى أن وتيرة الغارات الجوية وصلت إلى معدل غارة واحدة كل أربع دقائق، وهو أمر تجاوز كل التوقعات مقارنة بفترات سابقة من التصعيد، مما يعمق من الخسائر البشرية والمادية.
الأزمة في القطاع
في سياق أوسع، تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن القتلى الإجماليين منذ بداية التصعيد في السابع من أكتوبر عام 2023 بلغ 53,119 شهيداً، إضافة إلى 120,214 جريحاً، مع ارتفاع الخسائر بشكل ملحوظ بعد انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس. هذا الارتفاع يعزز من الوضع الكارثي في القطاع، حيث يعاني المدنيون من نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء، إلى جانب انقطاع الإمدادات الطبية والغذائية بسبب الحصار المفروض. تتفاقم المعاناة مع استمرار القصف الذي يدمر المنازل والمستشفيات، مما يجعل مهمة الإنقاذ صعبة للغاية في ظل نقص الموارد.
مع انسياب الأيام، يواجه سكان غزة تحديات متزايدة، حيث أصبحت الحياة يومية معرضة للخطر بسبب الغارات المتكررة. الطفولة والشيوخ يعانون بشكل خاص، مع انتشار الأمراض بسبب نقص الرعاية الصحية وانعدام الشروط الحياتية الأساسية. على مستوى دولي، تبرز هذه الأزمة كمسألة إنسانية عاجلة، حيث يدعو الكثيرون إلى تدخل فوري لإيقاف القتال وفتح مسارات آمنة للمساعدات، لكن الواقع على الأرض يظل مأساوياً مع وقوف العالم أمام كارثة تهدد بتفاقم الوضع. هذه الظروف تجعل من غزة منطقة محاصرة، حيث يحتاج السكان إلى دعم عاجل لاستعادة الاستقرار والأمان، في مواجهة تحديات لا تتوقف عند الخسائر البشرية بل تمتد إلى التدمير الشامل للبنية التحتية.
تعليقات