وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط في جولة تاريخية هي الأولى خلال ولايته الثانية، حيث بدأت الزيارة في السعودية وشملت توقيع صفقات اقتصادية واستثمارية بقيمة تريليونات الدولارات. خلال الجولة، التي استمرت أربعة أيام، أبرزت الولايات المتحدة تعزيز شراكاتها مع الدول الخليجية، مع التركيز على التعاون في مجالات الطاقة، التكنولوجيا، والأمن. ترامب وصف هذه الاتفاقيات بأنها “الأكبر في التاريخ”، مما يعكس التزام واشنطن بتعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع الحلفاء في المنطقة، بما في ذلك السعودية وقطر والإمارات.
ترامب في الخليج: اتفاقيات تاريخية
في أول محطات الجولة، وقع ترامب مع ولي العهد السعودي صفقة أسلحة ضخمة تقدر بـ142 مليار دولار، إلى جانب وعود باستثمارات إجمالية تصل إلى 600 مليار دولار، بما في ذلك مشاريع في الذكاء الاصطناعي. كما أعلن البيت الأبيض عن اتفاقيات أخرى تشمل استثمارات سعودية في الولايات المتحدة، مما يعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين. في قطر، أبرم اتفاقيات تجارية متجاوزة 1.2 تريليون دولار، مع شراء الخطوط القطرية 160 طائرة من بوينغ بقيمة تزيد عن 200 مليار دولار. وأكد ترامب أن هذه الجولة حققت تقدماً كبيراً في مساعي السلام، مع مفاوضات جارية بشأن إيران وأمل في تطبيع العلاقات مع إسرائيل. كما لم يغفل الرئيس الأمريكي الوضع في غزة، مطالبًا بجهود لحل المشكلة الإنسانية هناك.
جولة الرئيس الأمريكي: استثمارات عملاقة
أنهت الجولة في الإمارات، حيث أعلن الرئيس الإماراتي استثمارات بـ1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال العقد المقبل، مركزة على الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات. هذا الاتفاق يمثل قفزة في الشراكة الاقتصادية، حيث سيولد آلاف الوظائف ويسرع من تطوير التكنولوجيا المشتركة. ترامب شدد على أن هذه الاتفاقيات لن تقتصر على الاقتصاد، بل ستساهم في تعزيز السلام الإقليمي، مع التعبير عن التزام الولايات المتحدة بمعالجة التحديات مثل النزاعات في اليمن وغزة. خلال زيارته، لم يفت ترامب فرصة التواصل الثقافي، متوقفًا بجامع الشيخ زايد كرمز للتواصل بين الثقافات. في المجمل، انعكست الجولة على أنها خطوة حاسمة نحو تعزيز الهيمنة الأمريكية في المنطقة، مع توازن بين الضغوط الاقتصادية والسياسية، حيث أكد الرئيس أن الولايات المتحدة لن تتردد في استخدام قوتها للدفاع عن مصالحها وشركائها، في حين يستمر العمل على اتفاق نووي مع إيران من خلال مفاوضات دبلوماسية. هذا الجهد الكبير يؤكد على أهمية الدبلوماسية في بناء مستقبل أكثر أمنًا وازدهارًا.
تعليقات