في ظل الجهود الاستراتيجية لتعزيز الشمول المالي ودفع عجلة التحول نحو مجتمع أقل اعتمادًا على النقد، يشهد قطاع المدفوعات الإلكترونية نموًا متسارعًا يعكس تطور البنية التحتية الرقمية والاعتماد المتزايد على الوسائل غير التقليدية للدفع. هذا النمو يبرز دور محافظ الموبايل كأداة أساسية في تسهيل المعاملات اليومية، حيث ساهمت في زيادة الوصول إلى الخدمات المالية لملايين المستخدمين، مما يدعم الاستدامة الاقتصادية والتوسع في الاقتصاد الرقمي.
ارتفاع استخدام محافظ الموبايل في الربع الأول من 2025
تظهر البيانات ارتفاعًا كبيرًا في مؤشرات استخدام محافظ الموبايل خلال الفترة من يناير إلى مارس 2025، مما يؤكد على الاتجاه الإيجابي نحو الاقتصاد الرقمي. بلغ عدد الحسابات النشطة حوالي 43.7 مليون حساب على مستوى الجمهورية، مسجلة زيادة بنسبة 31% مقارنة بالربع الأول من العام السابق. كما وصل عدد المعاملات المالية المنفذة إلى 589.4 مليون عملية، بقيمة إجمالية تجاوزت 859.2 مليار جنيه، مما يمثل نموًا بنسبة 63% على أساس سنوي. هذه الأرقام تعكس تعزيزًا لثقة المستخدمين في أدوات الدفع الرقمي، التي أصبحت جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، خاصة في مجالات مثل التحويلات المالية والخدمات الإلكترونية.
توزيع الخدمات في أدوات الدفع الرقمي
من جانب آخر، يبرز التقرير تفاصيل حول أنماط الاستخدام لمحافظ الموبايل، حيث كانت الخدمة الأكثر شيوعًا هي التحويل من محفظة إلى أخرى، والتي شكلت 63% من إجمالي عدد المعاملات. تليها عمليات شحن الرصيد لخطوط الهاتف المحمول وخدمات الإنترنت بنسبة 21%، فيما بلغت نسبة الإيداع النقدي 7% والسحب 6%. أما المدفوعات الأخرى، مثل التبرعات وسداد فواتير المرافق والتسوق الإلكتروني، فلم تشكل سوى 3% من العمليات. عند النظر إلى قيمة المعاملات، فقد سيطرت عمليات التحويل بين المحافظ على النسبة الأكبر بنحو 78%، متبوعة بالسحب بنسبة 13%، ثم الإيداع بنسبة 6%. هذا التوزيع يسلط الضوء على كيفية تفضيل المستخدمين للتحويلات والسحوبات كأبرز وظائف هذه المحافظ.
بالإضافة إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن إجمالي الأموال المودعة في محافظ الموبايل قسمت بواقع 85% من خلال الإيداع المباشر، و9% عبر ماكينات الصراف الآلي، و6% من الحسابات البنكية، مما يؤشر على تكامل متزايد بين النظم المصرفية التقليدية والأدوات الرقمية غير المصرفية. أما فيما يتعلق بالسحوبات، فقد كانت عمليات السحب النقدي هي الغالبة بنسبة 82%، تليها المدفوعات المتنوعة بنسبة 13%، وشحن الرصيد بنسبة 5%. هذا الاتجاه يظهر أن المستخدمين يركزون على استخدام محافظ الموبايل كوسيلة لإدارة الأموال اليومية بشكل مباشر، على الرغم من وجود مجال لتوسيع استخدامها في المعاملات التجارية والمدفوعات الرقمية.
في النهاية، يعزز هذا الارتفاع في استخدام محافظ الموبايل من أهداف التحول الرقمي، حيث يساهم في تعزيز الشمول المالي وتقليل الاعتماد على النقد النقدي. مع تزايد الوعي والتطور التكنولوجي، من المتوقع أن تشهد هذه القطاع نموًا أكبر، مما يدعم الابتكار في الخدمات المالية ويفتح آفاقًا جديدة للاقتصاد الرقمي. هذا الأداء يؤكد على أهمية استمرار دعم البنية التحتية لضمان انتشار أوسع وأكثر أمانًا لأدوات الدفع هذه، مما يعزز من جاذبيتها للمزيد من الفئات السكانية.
تعليقات