في جامعة ولاية ميشيغان، أثار اكتشاف مخلوق محنط بيدين تشبهان يدي الإنسان دهشة العلماء، حيث عثر عليه خلال أعمال الترميم في مبنى كوك-سيفرز التاريخي. هذا الاكتشاف غير المتوقع أعاد فتح أبواب التساؤلات حول أسرار التاريخ الطبيعي والأنواع المجهولة.
اكتشاف مخلوق محنط يحير الخبراء
أُطلق على هذا المخلوق الغريب اسم كاباكابرا، مستوحى من الكائن الأسطوري تشوباكابرا، وهو مرتبط أيضًا ببرنامج علم الآثار في الجامعة. على الرغم من أنه أصبح رمزًا غير رسمي للبرنامج، إلا أن هويته الحقيقية تبقى لغزًا. تقود الطالبة في مرحلة الدكتوراه في الأنثروبولوجيا الشرعية، جيرييل كارتاليس، الجهود لفك رموزه. وصف كارتاليس المخلوق بأنه بحجم قطة صغيرة، مع ذيل طويل نحيف وجلد رقيق يشبه الورق القديم، لكن ما شد الانتباه فعليًا هو يداه اللتان تحتويان على خمس أصابع مع أظافر، مما يجعلهما مشابهة لأيدي البشر. تم خضوعه لفحوصات أشعة وتحليل هيكلي، إلا أن النتائج لم تكشف بعد عن نوعه بدقة.
عثور على كائن أسطوري محير
أمام هذا اللغز، طرحت عدة فرضيات أولية، مثل كونه كلبًا أو قطًا أو فأرًا، لكن كارتاليس ترجح الآن أنه راكون، بناءً على تشابه الجمجمة والخطم. ومع ذلك، غياب الأسنان في العينة المحنطة أعاق التأكيد النهائي، مما دفعها إلى البحث عن نموذج آخر للمقارنة، خاصة في شكل الأسنان. تفترض كارتاليس أن الحيوان قد دخل المبنى عبر فتحة تهوية، ثم تعرض لعملية تحنيط طبيعية بسبب الظروف الدافئة والجافة داخل المبنى. على الرغم من أن المبنى يعود تاريخه إلى عام 1889، إلا أن عمر المخلوق نفسه لا يزال غير معروف. أكدت كارتاليس أن الظروف في أنابيب التهوية كانت مثالية للتحنيط، خاصة خلال الشتاء البارد والجاف، مما ساهم في الحفاظ عليه بهذه الطريقة. ومع اقتناعها بنسبة 75% بأنه راكون، فإنها تؤكد أنها لن تتسرع في النتيجة النهائية قبل إكمال التحليلات الكاملة. هذا الاكتشاف ليس مجرد حدث علمي، بل يفتح الباب أمام تفسيرات أوسع حول كيفية تفاعل الحيوانات مع البيئة البشرية، وكيف يمكن للظروف البيئية أن تحفظ أسرارًا من العصور الماضية. يستمر التحقيق ليس فقط لتحديد النوع، بل لفهم السياق التاريخي والعلمي لهذا الكائن، الذي قد يكون شاهداً على تفاعلات غير متوقعة بين الطبيعة والحضارة. في الختام، يظل هذا المخلوق دليلاً على أن هناك الكثير مما يكمن في الظلال والأماكن المهملة، منتظرًا من يفك طلاسمه.
تعليقات