تحركات سرية بالرياض وصنعاء.. حمير الأحمر وسلطان السامعي يدعوان الحوثي للتنازل الفوري

في قلب الأحداث الجيوسياسية المتوترة في اليمن، أعلنت شخصيات بارزة دعمها لجهود سلام سرية تجري في العواصم الإقليمية، مع دعوات مباشرة للتنازل المتبادل من أجل إنهاء الصراع المستمر. يُعتبر هذا التطور منعطفاً حاسماً، حيث يعكس رغبة متزايدة لدى مختلف الأطراف في تحقيق اتفاق سياسي شامل يضمن الشراكة الوطنية.

تحركات سرية في الرياض والعاصمة صنعاء

في خطوة غير متوقعة، أكد الشيخ حمير الأحمر، الذي يُعد زعيماً قبائلياً بارزاً من قبيلة حاشد، وسلطان السامعي، عضو في ما يُعرف بـ”المجلس السياسمي الأعلى” لجماعة الحوثي، دعمهما لمشارعات سلام سرية أقيمت مؤخراً في الرياض. وقد صدر بيان من مكتب الشيخ الأحمر في 14 مايو يفيد بأن لقاءً جمع الاثنين في صنعاء ناقش تفاصيل هذه المبادرات، التي دعت إليها أطراف إقليمية ودولية لتعزيز مسار السلام. خلال هذا اللقاء، ركز الطرفان على أهمية مواصلة الحوار السياسي لبناء شراكة وطنية تعيد التوازن إلى البلاد، خاصة في ظل الصراع الدامي الذي يعاني منه اليمن منذ سنوات.

دعوة حمر الأحمر والسامعي للتنازلات لم تكن مجرد كلمات، بل تشكل خطوة عملية نحو إنهاء الحرب. فقد دعوا جميع الأطراف اليمنية، بما في ذلك مليشيات الحوثي والحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، إلى تقديم تنازلات وطنية مشتركة تهدف إلى إنجاح جهود السلام. هذه الدعوة تأتي في وقت تزداد فيه الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار، حيث شهدت الرياض خلال الأسابيع الأخيرة من أبريل تحركات دبلوماسية مكثفة شملت مشاركة سفراء السعودية والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والصين، بالإضافة إلى ممثلين عن مجلس التعاون الخليجي. هذه الجهود الجماعية تعكس تطوراً في الساحة الدولية، حيث يسعى الجميع إلى إحياء مسار السلام وتجنيب اليمن المزيد من الدمار.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت سلطنة عمان عن استضافة جلسات مشاورات سياسية في مسقط، جمعت بين الحكومة اليمنية والحوثيين، وذلك بعد اتفاق غير مكتوب تم التوسط فيه من قبل عمان وواشنطن لوقف إطلاق النار في 6 مايو. هذه التطورات تبرز الدور الإيجابي للوساطات الدولية في تسهيل الحوار، وتؤكد على ضرورة بناء ثقة متبادلة بين الأطراف لتحقيق حل دائم. إن استمرار هذه الجهود يتطلب من كل الأطراف الالتزام بمبادئ التنازل والحوار، مما يفتح الباب أمام مستقبل أكثر أمناً لليمن وشعبه.

جهود سلام متزايدة في اليمن

مع تزايد التحركات الدبلوماسية، يبرز دور الجهود السلامية كعامل حاسم في إنهاء الصراع في اليمن. هذه المبادرات ليست جديدة تماماً، لكنها تشهد حالياً زخماً متزايداً، حيث يتم التركيز على تحقيق شراكة وطنية شاملة تشمل جميع الفرقاء. على سبيل المثال، الدعوة إلى تنازلات متبادلة تتمحور حول إيجاد نقاط الالتقاء بين الحوثيين والحكومة الشرعية، مع الاعتراف بأهمية الدعم الدولي لنجاح هذه العملية. في السياق نفسه، يُشار إلى أن الاجتماعات الأخيرة في الرياض لم تقتصر على الحوار الشفوي، بل شملت مناقشات عملية حول آليات وقف إطلاق النار وإعادة البناء الاقتصادي في اليمن.

يعكس هذا التطور الإيجابي رغبة شاملة في تجاوز الخلافات، حيث يرى الخبراء أن التنازلات المشتركة هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمة. على سبيل المثال، قد يتضمن ذلك قبول الحوثيين بمشاركة سياسية أكبر مقابل تعهدات دولية بإغاثة إنسانية، بينما تقدم الحكومة اليمنية تنازلات في مجال إدارة المناطق المتنازع عليها. هذه الجهود السلامية تُعتبر جزءاً من استراتيجية أوسع لاستعادة الاستقرار في المنطقة، خاصة مع تزايد الاهتمام الدولي بمنع تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن. وفقاً للمراقبين، فإن نجاح هذه المبادرات يعتمد على قدرة الأطراف على تجاوز الفجوات التاريخية والبناء على اتفاقات سابقة.

في الختام، تُمثل هذه التحركات السرية خطوة واعدة نحو تحقيق السلام الشامل في اليمن، مع التركيز على بناء مستقبل يعتمد على الحوار والتعاون. هذه الجهود لن تكون كافية دون التزام حقيقي من جميع الأطراف، لكنها تشكل أملاً جديداً للشعب اليمني الذي يعاني من سنوات من الصراع. بالنظر إلى التحديات المستقبلية، يبقى من المهم متابعة هذه التطورات لضمان أن تؤدي إلى حلول دائمة تعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.