لقد خاض نادي الزمالك عدة تحديات في الفترة الأخيرة، حيث غاب عن صفوفه لاعب الميدان أحمد مصطفى “زيزو” بسبب عقوبات انضباطية، مما أثر على أداء الفريق في سبع مباريات متنوعة. خلال هذه الفترة، سجل الفريق نتائج متفاوتة تجسد صعوبة الاستمرارية دون أحد نجومه الرئيسيين، حيث اختلطت الانتصارات بالتعادلات والخسائر في البطولات المحلية والقارية. هذا الغياب كشف جوانب من قوة الفريق وقدرته على التكيف، إلا أنه أبرز أيضًا نقاط الضعف التي قد تؤثر على مسيرته المستقبلية.
أداء الزمالك في سبع مباريات: تحديات ونتائج
منذ إبعاد زيزو من قائمة الفريق في مباراة إياب ربع نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية أمام ستيلينبوش، خاض الزمالك سبع مواجهات في مختلف المنافسات. كان الفريق قد خسر أمام الفريق الجنوب أفريقي بهدف نظيف، مما أدى إلى وداعه للبطولة القارية مبكرًا. ومع ذلك، حاول الزمالك استعادة توازنه في الدوري المصري، حيث حقق فوزًا مشرفًا على حرس الحدود في الجولة الثانية من المجموعة، معلنًا عودته إلى طريق الانتصارات. هذا الانتصار كان بمثابة إشارة إيجابية، إذ أظهر اللاعبون قدرتهم على التأقلم مع الغياب الكبير.
لكن الفريق لم يحافظ على هذا الزخم طويلاً، ففي كأس عاصمة مصر، واجه الزمالك سموحة وفاز عليه بهدف واحد، ومع ذلك، لم يكن هذا الفوز كافيًا لضمان التأهل إلى الدور التالي، مما أثار صدمة لدى الجماهير بعد الخروج من بطولتين خلال أسبوعين متتاليين. كما أن الفترة التالية شهدت سلسلة من التعادلات المتتالية، حيث تعادل الفريق مع المصري البورسعيدي، ثم مع البنك الأهلي، وأخيرًا مع سيراميكا، مما أكد على “لعنة” التعادلات التي أرهقت الفريق. وصلت القمة بهزيمة أمام بيراميدز بهدف وحيد في الدوري، الأمر الذي أطفأ آمال الزمالك في المنافسة على المقعد المؤهل لدوري أبطال أفريقيا للموسم المقبل.
تطورات مع القلعة البيضاء ومصير زيزو
في الجانب الإداري، كشفت تفاصيل متعلقة بزيزو عن توجه مجلس إدارة النادي نحو رفض التظلم الذي قدمه اللاعب ضد العقوبات الانضباطية. هذه العقوبات، التي شملت إبعاده عن التدريبات وإصدار تصريحات مسيئة، جعلت النادي يتمسك بقراراته السابقة، رغم تقديم زيزو تظلمًا رسميًا إلى الشئون القانونية. وقد رفعت هذه القضية إلى مجلس الإدارة لاتخاذ قرار نهائي، سواء بقبول التظلم أو التمسك بالعقوبة. هذا الجدل يعكس التوترات الداخلية داخل الفريق، حيث يرى البعض أن عودة زيزو قد تكون مفيدة للأداء العام، بينما يرى آخرون أن الالتزام بالقواعد ضروري للحفاظ على الروح الجماعية.
على الرغم من النتائج المحبطة، إلا أن أداء الزمالك في هذه السبع مباريات يظهر قدرة الفريق على الصمود، خاصة مع الاعتماد على لاعبين آخرين لملء الفراغ. على سبيل المثال، كان هناك تقدم ملحوظ في بعض المباريات، حيث ساهمت الإدارة بتعزيز الخطوط الدفاعية والوسطى لتعويض غياب زيزو، الذي كان مصدر إبداع وهجمات فعالة. ومع ذلك، يبقى السؤال مطروحًا حول ما إذا كان هذا الغياب مؤقتًا أم سيؤثر طويلًا على الموسم. الزمالك، كأحد الأندية الكبرى في مصر، يحتاج إلى إعادة ترتيب أوراقه لتجاوز هذه المرحلة، خاصة مع المنافسات القادمة في الدوري والكأس. هذه التجربة ربما تكون درسًا قيمًا لتعزيز الاعتماد على الجماعة بدلاً من الاعتماد على نجوم فرديين.
في الختام، يبرز أداء الزمالك في غياب زيزو مزيجًا من القوة والضعف، حيث حقق فوزين فقط من بين سبع مباريات، مما يؤكد أهمية هذا اللاعب في المنظومة الكروية للفريق. مع التركيز على تحسين الأداء الجماعي وتسوية الخلافات الداخلية، يمكن للزمالك أن يعود إلى المسار الصحيح ويحقق أهدافه الموسمية. هذا التحدي يذكر الجميع بأن الكرة ليس فردية، بل جهدًا جماعيًا يعتمد على التكاتف والتخطيط الدقيق.
تعليقات