أوابك تستضيف ورشة عمل إقليمية لتعزيز التفاوض حول تغير المناخ

أصبح تغير المناخ أحد أكبر التحديات العالمية، حيث يؤثر مباشرة على حياة الملايين من خلال الظواهر المناخية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف. في هذا السياق، نظمت منظمة الدول العربية المصدرة للبترول (أوابك) ورشة عمل إقليمية لتعزيز المهارات في التفاوض حول هذه القضايا البيئية الملحة. شارك في الورشة خبراء ومسؤولون من دول المنطقة، لمناقشة الاستراتيجيات اللازمة للتكيف والتخفيف من آثار المناخ، مع التركيز على استدامة الطاقة ودعم الدول النامية.

تنمية القدرات على التفاوض بشأن تغير المناخ

في هذه الورشة، التي عقدت في الكويت بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا وغيرها من الجهات، ألقى الجيولوجي علاء البطل كلمة أكد فيها أن تغير المناخ لم يعد خطراً مستقبلياً بل واقعاً يُشكل تحديات يومية. أشار البطل إلى الأدلة العلمية التي تبرز زيادة تكرار الفيضانات، ارتفاع منسوب البحار، والتقلبات المناخية، مما يؤدي إلى تكاليف اقتصادية واجتماعية هائلة. وفقاً لتقديراته، يتطلب التخفيف من هذه الآثار استثمارات تصل إلى ستة تريليونات دولار سنوياً على مدى الثلاثة عقود المقبلة، مع التركيز على حماية التنوع البيولوجي والأمن المائي والغذائي.

من جانبه، شدد الأمين العام لأوابك، المهندس جمال عيسى اللوغاني، على أهمية تبني سياسات الطاقة المتجددة لتقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق الاستدامة. مع اقتراب مؤتمر الأطراف (كوب 30) في البرازيل، أكد اللوغاني على دور المنظمة في تدريب المفاوضين العرب وتنسيق مواقفهم، مع الحرص على تمثيل وجهة نظر دول المنطقة في قضايا الطاقة والمناخ. وأوضح أن أوابك تسعى لتعزيز الجهود في خفض الانبعاثات عبر خطط وطنية محددة، دون تحيز لأي مصادر طاقة، مع الدعوة إلى عدالة مناخية تضمن مشاركة جميع الدول في تحمل الأعباء.

بالإضافة إلى ذلك، أبرز المسؤول بشؤون تغير المناخ في المركز العربي لسياسات المناخ، طارق صادق، التحديات الإقليمية المتزايدة في المنطقة العربية. وفقاً للتقديرات، ترتفع درجات الحرارة هناك بمعدل أسرع من المتوسط العالمي، مما قد يصل إلى ارتفاع يصل إلى 4-5 درجات مئوية بحلول نهاية القرن، مع فقدان اقتصادي يصل إلى 14% من الناتج المحلي الإجمالي لبعض الدول بحلول عام 2050. دعا صادق إلى إجراءات فورية مثل تطوير القدرات والبرامج الداعمة، مع تقديم الدعم الفني من خلال قواعد بيانات إقليمية ومبادرات تمويل خضراء. ستساهم توصيات الورشة في تشكيل رؤية شاملة لمواجهة هذه التحديات، مع التركيز على التعاون الدولي لضمان مستقبل مستدام.

التحديات البيئية والاستجابة الإقليمية

يمثل تغير المناخ تهديداً متزايداً في المنطقة العربية، حيث تزيد الظواهر مثل الجفاف والأعاصير من الضغوط على الموارد الطبيعية. ومع ذلك، فإن الجهود الإقليمية، كالتي تمثلها ورشة أوابك، تعد خطوة أساسية نحو بناء قدرات التفاوض والتنسيق الدولي. يجب أن تشمل الاستجابة دعم السياسات الطاقية الصديقة للبيئة وتفعيل الاستثمارات في التكنولوجيا النظيفة، لضمان تحقيق أهداف الاستدامة دون إغفال أولويات الدول النامية. من خلال هذه الجهود، يمكن للدول العربية أن تلعب دوراً بارزاً في المفاوضات الدولية، مما يعزز التعاون ويقلل من الآثار السلبية على مستوى عالمي.