ناسا تعلن: مركبة PUNCH ترصد قوس قزح كوني مذهلاً في ضوء البروج

مركبة الفضاء PUNCH التابعة لناسا قد أحدثت نقلة نوعية في دراسة الشمس، حيث تمكنت من التقاط صور مذهلة تكشف عن قوس قزح كوني مصنوع من ضوء البروج الدافئ. هذه الاكتشافات تعزز فهمنا للغلاف الشمسي وتدفق الرياح الشمسية، مما يساهم في تقدم علوم الفضاء.

مركبة الفضاء PUNCH ترصد قوس قزح كوني في ضوء البروج

تم إطلاق مهمة PUNCH، أو مقياس الاستقطاب لتوحيد الهالة والغلاف الشمسي، في 11 مارس لتكون رائدة في دراسة إكليل الشمس وتدفق الجسيمات المشحونة. تتكون هذه المهمة من أربعة أقمار صناعية صغيرة تعمل في مدار أرضي منخفض، مما يوفر رؤية شاملة للغلاف الجوي الخارجي للشمس. من خلال هذه التقنية، تم رصد الضوء البروجي، وهو وهج خافت ناتج عن تشتت ضوء الشمس بجزيئات الغبار في الفضاء. في صورة التقطتها أداة WFI-2 في 18 أبريل، ظهرت ألوان متداخلة تبدأ بالأحمر على اليسار، مرورًا بالأخضر في المنتصف، وصولًا إلى الأزرق على اليمين، مع خلفية من النجوم اللامعة. هذه الصور ليست مجرد رؤية بصرية، بل تمثل تحليلًا لأطوال موجية الضوء المختلفة، مما يساعد في فك شفرة مكونات الغلاف الشمسي.

تقيس المهمة استقطاب الضوء لرسم خريطة ثلاثية الأبعاد للهالة الشمسية والرياح الشمسية. تعتمد على أجهزة تصوير ضيقة المجال مثل NFI، التي تحجب الضوء الساطع من الشمس لكشف التفاصيل الدقيقة. على سبيل المثال، في 27 أبريل، التقطت NFI صورة للقمر الجديد أثناء مروره بالشمس، مستخدمة حاجبًا لإخفاء قرص الشمس مباشرة. هذه الصور الأولية تساعد فريق المهمة في معايرة الأدوات وضمان دقة عملها. كما أن الأجهزة الواسعة المجال مثل WFI-1 وWFI-3 التقطت في 16 أبريل توهج الضوء البروجي الخافت، مما كشف عن عنقودي نجمي القلائص والثريا، بالإضافة إلى مجرة أندروميدا التي ظهرت كحلزون خافت. شكل حرف W لكوكبة ذات الكرسي كان واضحًا في الأعلى، بينما برزت الثريا في يسار الصورة، مما يعكس تنوع السماء الليلية.

اكتشافات مهمة ناسا في رصد الغلاف الشمسي

مع إطلاق PUNCH في 12 مارس 2025 على متن صاروخ فالكون 9 من قاعدة فاندنبرج في كاليفورنيا، رافقها المركبة الفضائية SPHEREx التابعة لناسا، التي تركز على دراسة الكون بأشعة تحت حمراء واسعة النطاق. على الرغم من أن SPHEREx تهدف إلى رسم خريطة جديدة للسماء، إلا أن مهمة PUNCH تكملها بتركيزها على الشمس والفضاء المحيط. تجمع هذه التقنيات بين القدرة على رصد الرياح الشمسية والتوهجات الخافتة، مما يفتح آفاقًا جديدة في فهم كيفية تفاعل الشمس مع الكون. على سبيل المثال، تظهر الصور من WFI-3 تفاصيل دقيقة عن انتشار الغبار الكوني، الذي يؤثر على الرياح الشمسية ويؤدي إلى ظهور ألوان قوس قزحية غير طبيعية. هذه الاكتشافات تساعد في توقع تأثيرات الرياح الشمسية على الأرض، مثل اضطرابات الطقس الفضائي التي قد تؤثر على الأقمار الصناعية والتواصل.

في الختام، تبرز مهمة PUNCH كخطوة حاسمة نحو استكشاف أعماق الفضاء، حيث تدمج التقنية المتقدمة مع الرصد الدقيق للغلاف الشمسي. من خلال صورها الملونة والتحليلات الدقيقة، تكشف عن أسرار الشمس وتساهم في بناء معرفة أوسع عن الكون، مما يعزز الجهود العلمية لناسا في مواجهة تحديات الفضاء المستقبلية. هذه المهمة ليس فقط تفتح عيوننا على الجمال الكوني، بل تمنحنا أدوات لفهم الظواهر التي تشكل عالمنا.