وفاة الشيخ صادق المقيلي.. قضي الأمر بين يدي الله

توفي الشيخ صادق بن الملا حسن المقيلي، أحد الوجوه الدينية البارزة في المجتمع، فجر يوم الخميس في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، بعد صراع طويل مع مرض السرطان الذي أثر على صحته بشكل كبير. كان انتقال الشيخ إلى رحمة الله تعالى حدثاً مؤلماً لأهالي بلدته، حيث ترك إرثاً من العمل الاجتماعي والديني الذي سيعيش في ذاكرة الجميع. سيشيع الشيخ عصر ذلك اليوم في قريته، مع تكريم خاص من المجتمع المحلي، وسيتم نشر المزيد من التفاصيل حول الجنازة لاحقاً.

القديح يودع شيخها المخلص

في بلدة القديح بمحافظة القطيف شرق المملكة العربية السعودية، كان الشيخ صادق بن الملا حسن المقيلي يُعرف بـ”شيخ البلدة”، نظراً لدوره الكبير في تعزيز القيم الاجتماعية والدينية. ولد الشيخ في عائلة معروفة ومحترمة في المنطقة، حيث كان والده الحاج الملا حسن المقيلي شخصية مؤثرة أيضاً، توفي في عام 1991م. طوال حياته، سعى الشيخ صادق ليكون جسراً بين التقاليد الدينية والحاجات اليومية للمجتمع، مما جعله يشارك في العديد من النشاطات الخيرية والاجتماعية. على سبيل المثال، كان من بين أبرز الداعمين لقرار التوقف المؤقت عن إقامة صلاة الجماعة في مساجد القديح خلال جائحة كورونا، بهدف حماية سلامة الأهالي من خطر الانتشار. هذا القرار لم يكن مجرد خطوة إدارية، بل جسد التزامه الأخلاقي بصحة الناس، مما عزز من مكانته كقدوة حية في البلدة.

بالإضافة إلى ذلك، ساهم الشيخ بجهوده في دعم جمعية مُضر الخيرية، حيث كان أحد مؤسسي لجنة “كافل اليتيم” التي تهدف إلى دعم الأطفال الأيتام من خلال برامج تعليمية وصحية. لقد كرس الشيخ الكثير من وقته وجهده لتطوير هذه البرامج، مما ساهم في تحسين حياة العديد من الأسر المحتاجة في القديح. يُذكر أن مشاركاته لم تقتصر على الجانب الديني فقط، بل امتدت إلى مجالات اجتماعية أخرى، حيث كان ينظم جلسات توعوية ومحاضرات تهدف إلى تعزيز الوعي بالقضايا المحلية مثل التعليم والصحة. إن وفاة الشيخ لن تكون نهاية لعمله، بل سيستمر تأثيره من خلال الذكريات والمشاريع التي أسسها، مما يجعل من فقدانه خسارة كبيرة للمنطقة بأكملها.

شخصية بارزة في البلدة

كان الشيخ صادق بن الملا حسن المقيلي نموذجاً للقيادة الدينية المحلية في البلدة، حيث لعب دوراً حاسماً في توثيق الروابط الاجتماعية والثقافية. منذ صغره، نشأ في بيئة تعليمية دينية قوية، مما مكنه من اكتساب معرفة عميقة في العلوم الشرعية والاجتماعية، وسرعان ما أصبح مرجعاً للكثيرين في القديح. لقد ساهم في تنظيم العديد من الفعاليات الدينية، مثل دروس الحلقة والمحاضرات التي تجمع بين الشباب والكبار، مع التركيز على قيم التعاون والتسامح. هذا الدور لم يكن مقتصراً على الجانب الروحي، بل امتد إلى دعم المبادرات التنموية، حيث كان يتعاون مع الجهات المحلية لتحسين الخدمات الاجتماعية.

في السنوات الأخيرة، وبالرغم من معاناته الصحية، لم يتوقف الشيخ عن دعم قضايا المجتمع، كما في حالة تحفيزه للبرامج الخيرية التي تساعد الأسر الأكثر احتياجاً. يُذكر أن عائلته، التي تنتمي إلى تاريخ عريق في القديح، كانت دائماً مصدر دعم له، مما ساعد في استمرارية عمله. الشيخ كان يؤمن بأن الدين ليس مجرد طقوس، بل هو أساس للنهوض الاجتماعي، وهذا ما جعله يدعم مبادرات مثل تأسيس فرق التطوع لمساعدة الفقراء والمسنين. إن تراثه سيبقى حياً من خلال الأجيال القادمة، التي ستتذكر جهوده في بناء مجتمع أكثر تماسكاً وتآزراً.

بعد رحيله، يُشعر الجميع بالحزن العميق، لكنهم يتذكرون آيات الله: “إنا لله وإنا إليه راجعون”. توسعة الشعائر الجنائزية ستنعكس على إحياء ذكراه، حيث سيتم الاحتفاء بعمره المليء بالخيرات. الشيخ ترك بصمة لا تمحى في القديح، مما يذكرنا بأهمية الالتزام بالقيم الإيجابية في حياتنا اليومية. في الختام، ندعو الله أن يتغمده بواسع رحمته ويمنح أهله وأحبابه الصبر والعزاء في هذه المصيبة.